ترك برس
اتجه داود أوغلو الأحد الماضي، 17 كانون الثاني/ يناير 2016، صوب القارة الأوروبية للقاء بعض قادتها في إطار سلسلة من الاجتماعات التي تُناقش العلاقات السياسية والاقتصادية بين تركيا ودول الاتحاد الأوروبي.
وكانت لندن ودافوس وبرلين، العواصم التي قصدها داود أوغلو بشكل خاص، للقاء قادتها والتشاور معهم في بعض القضايا المشتركة بين تركيا ودول الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها قضية اللاجئين وقضية التعاون الاقتصادي.
ويأتي تكرار الزيارات التركية رفيعة المستوى إلى أوروبا في إطار سعي تركيا لإيجاد شركاء حقيقيين لحل الأزمة السورية وإيجاد بدائل وشركاء جدد وحيويين لعملية التبادل التجاري والاستثماري، لا سيما بعد تأثر هذه العملية سلبًا في تركيا، بسبب حالة عدم الاستقرار الشديدة التي تشهدها المنطقة.
ووفقًا لتصريحات الصحفي "محمود أوفور"، أحد الصحفيين المرافقين للوفد التركي المُتجه نحو أوروبا، فإن هذه الزيارة تعتبر في غاية الأهمية، وذلك لأن دول الاتحاد الأوروبي تحولت إلى معقد آمال لتركيا التي تسعى جاهدةً إلى إيجاد شركاء جادين في مجال التعاون السياسي والاقتصادي، بعد أن أُصيبت بخيبة أمل واضحة من قبل بعض الشركاء الذين يسيرون على منوال خدمة مصالحهم بعيدًا تمامًا عن خدمة ومراعاة مصالح المنطقة.
وكما يُشير أوفور، في مقاله "لندن ـ الأمل ـ تركيا"، نُشرت في صحيفة "صباح"، بتاريخ 19 كانون الثاني 2016، إلى أن تركيا اليوم تواجه موجات دعائية سوداء على الصعيدين الإقليمي والدولي، وكما تواجه روسيا التي تحارب بالوكالة عن نظام الأسد، ومن الداخل تعمل على حجر داعش وبي كي كي من التمادي في أعمالهم الإرهابية التي تسفر جو المواطنين وتفقدهم الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
ويُضيف أوفور مبينًا أن حالة عدم الاستقرار الإقليمية كلفت تركيا وغيرها من دول المنطقة تكاليف باهظة على جميع الأصعدة وليس فقط على الصعيد الاقتصادي، وفي ضوء هذا الوضع العام للمنطقة تحاول تركيا الاستناد إلى شركاء جدد لمحاربة الإرهاب على جميع الجبهات وتفعيل الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي تأمل حكومة حزب العدالة والتنمية إلى إحرازها خلال دورتها البرلمانية الحالية.
ونقلًا عن وسائل الإعلام التركية، فقد أرادت تركيا من خلال هذه الزيارة الطويلة، نقل تفاصيل خططها وأهدفها الخاصة بالمنطقة ومستقبلها إلى الدول الكبرى في أوروبا، "إنجلترا ـ ألمانيا"، لعلها تتمكن من إقناع الدول الأوروبية لضرورة اتباع هذه الخطط للقضاء على الفوضى العارمة التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط، وللتمكن من القضاء على هذه الفوضى قبل تمددها وانتقال عدواها إلى الدول الأخرى.
وبالنظر إلى الاجتماعات التي قامت بها الهيئة التركية على هامش الزيارة، يتضح بأن تطلع تركيا إلى توسيع وتنويع علاقتها مع دول الاتحاد الأوروبي بين وظاهر، وتم تنظيم العديد من الاجتماعات الاقتصادية المُكثفة بين الهيئة التركية ورجال الأعمال والمصارف والمستثمرين الأوروبيين.
وأكد رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" خلال الاجتماعات المنعقدة تحت أطر اقتصادية، على أن تركيا اليوم من الدول المُزدهرة التي أصبحت توفر العديد من المشاريع الاستثمارية للمستثمرين الأجانب، موضحًا أن القوانين التركية الخاصة بالاستثمار الأجنبي باتت تُقيم على أنها من أكثر القوانين المدنية المتطورة التي فعلًا تخدم المستثمر الأجنبي وتُسهل له السبل لإقامة مشاريعهم الاقتصادية وسط بيئة تضمن لهم الفائدة الطائلة والربح الوفير.
وكما أشار داود أوغلو إلى أن حكومته جادة في المُضي قدما ً نحو تشييد بيئة اقتصادية ملائمة ومطابق بشكل أكبر لمصالح المستثمرين الأجانب الذين يسعون للوفود إلى تركيا والاستثمار في مجالاتها الصناعية والزراعية والخدماتية.
هذا وقد شمل الوفد التركي عدد من الوزراء متنوعي المجالات وعدد كبير من رجال الأعمال، في إشارة إلى سعي تركيا إجراء زيارة شمولية لكافة النقاط السياسية والاقتصادية التي يمكن التعاون بها بين تركيا ودول الاتحاد الأوروبي، لتحقيق المصالح المتبادلة بين الطرفين.
هذا وتنتهي زيارة داود أوغلو مع وفده إلى أوروبا اليوم وسيعود إلى تركيا مساء اليوم. وقد أوضح داود أوغلو أنه فور عودته إلى تركيا سيحاول الالتقاء مع كل من زعيم حزب الشعب الجمهوري "كمال كيلجدار أوغلو" وزعيم حزب الحركة القومية "دولت باهجلي" لاطلاعهم على مُجريات وحيثيات ونتائج الزيارة، وتعجيل المحادثات الخاصة بإعداد دستور جديد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!