برات أوزيبيك - يني يوزييل - ترجمة وتحرير ترك برس
وافقت الحكومة الهولندية على أنْ تقوم قواتها الجوية بتوجيه ضربات نحو داعش، وهذا يعني إضافة دولة جديدة ستتدخل الحرب في سوريا، وهذا يذكرني بما قاله أحد كتاب صحيفتنا، والذي ذكر بأنّ "أمريكا تقاتل داعش، وروسيا تقاتل داعش، وحزب العمال الكردستاني يحارب داعش، وفرنسا وانجلترا تحارب داعش، وتركيا والعراق وسوريا وإيران تسعى للقضاء على داعش، لكن داعش ما يزال صامدا على الأرض، فأي داعش هذا".
وهذا الأمر فعلا يدعو للاستغراب، أمريكا تحارب داعش، لكن داعش يمتلك أحدث الأسلحة الأمريكية، وروسيا تقاتل داعش، لكن الهجمات الجوية التي تقودها، تشن ضد المعارضة المحلية وضد التركمان، وعلى ما يبدو أنّ هذا الحراك الروسي والأمريكي أفاد داعش، وليس العكس، كما أنّ داعش أفاد روسيا ونظام الأسد، فما يقوم به من أعمال مروعة، جعلت جرائم الأسد تحتل المرتبة الثانية من حيث فظاعتها، وأوروبا أصبحت تفضل الأسد على البغدادي.
يتهمون المتضررين
هجوم داعش على كوباني، تسبب في انهيار عملية السلام بين الدولة التركية والأكراد، حيث عملت الماكينات الإعلامية على نشر إشاعات بأنّ تركيا تقدم الدعم لداعش الذي يقف ضد الأكراد ويعتبر عدوا لهم، كما أنّ حزب العدالة والتنمية دفع فاتورة هجمات داعش قبيل الانتخابات، وخصوصا الهجوم الذي استهدف تجمعا لحزب الشعوب الديمقراطي، الذي رسم صورة مشهد "حكومة غير قادرة على توفير الأمن"، وهو ما تسبب بعدم فوز العدالة والتنمية بأغلبية تمكنه من تشكيل الحكومة، كما أنّ الهجوم الذي حصل في ساحة السلطان أحمد، أثّر بصورة مباشرة على وضع السياحة في تركيا.
ويعمل تنظيم الدولة كل ما لا تريده تركيا، حيث يهاجم قوى المعارضة، ويعمل على تمزيقها، والإيقاع بينها، وهذا ما يجعل الأسد بعيدا عن دائرة الخطر، ومع ذلك يخرج الإعلام، بكل أشكاله، الإعلام المتطرف التابع لحزب العمال الكردستاني، والإعلام الحُر، يخرج ليدعي بأنّ تركيا تقدم كل الدعم لداعش، وقد دعموا تلك الاشاعات بأدلة ضعيفة، وإلى الآن لم يقدموا أي دليل حقيقي على ذلك، وهم يعلمون أنّ أكثر المتضررين من داعش هي تركيا.
متى سيُهزم داعش؟
من الممكن أنْ نتناقش في موضوع من أسّس داعش، وهل هذا هو الوجه الحقيقي لداعش أم لا، لكن الأهم، والواضح، هو أنّ الدول العظمى المهيمنة، تستخدم داعش كأداة لتحقيق أهدافها، وهل ستقوم هذه الدول بالقضاء على داعش بعد الانتهاء من تحقيق مهمته؟ من المتوقع أنْ يحصل ذلك، لكنني أعتقد أنهم سيستمرون في استخدام ذريعة داعش، حتى يحققوا كل أهدافهم ويصلوا إلى معادلات القوى الجديدة بالشكل الذي يريدون.
الذريعة المتاحة لأي دولة تريد التدخل في العراق وسوريا جاهزة، وهي "مكافحة داعش"، وإذا خرجت الصين اليوم لتقول "أنا اريد أيضا أنْ اقضي على داعش" فمن سيمنعها؟ داعش أصبحت تأشيرة دخول لمن يريد، ومن المستغرب أنّ دولا من المفترض أنّ مصالحها تتعارض مثل سوريا وإسرائيل، وروسيا وامريكا، لم تتواجها اطلاقا في الوحل السوري.
وهذا ما يجعلنا نلمس غرابة في حقيقة داعش!
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس