طلال النبيه – خاص ترك برس
تسعى الحكومة التركية لتوطيد العلاقات الاقتصادية بينها وبين السلطة الوطنية الفلسطينية من خلال دعم المشاريع الاقتصادية بهدف التخفيف من مستوى انتشار الفقر والبطالة في فلسطين، خاصة قطاع غزة، والذي يعيش حصاراً اقتصادياً، دخل عامه العاشر على التوالي.
وحاولت تركيا خلال تلك الأعوام التخفيف من الحصار الإقتصادي الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة، والضفة الغربية، من خلال إرسال سفن كسر الحصار لغزة، أو من خلال إنشاء مشاريع اقتصادية وإغاثية مختلفة تدعمها الحكومة التركية في الأراضي الفلسطينية.
ومن أبرز المشاريع التي دعمتها تركيا خلال الأعوام السابقة هو افتتاح مقرات لجمعيات إغاثية وخيرية تدعم عدة مشاريع إغاثية تمولها الحكومة التركية، ومن أبرزها مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية(IHH)، وجمعية ياردم الي التركية، بالتنسيق مع وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) التابعة لمجلس الوزراء التركي، عدا عن توقيع الاتفاقيات الإقتصادية بين البلدين.
واستقبلت الأراضي الفلسطينية، أمس الاثنين وفداً اقتصادياً تركياً رفيع المستوى، يضم كلاً من رفعت حصار أوغلو رئيس اتحاد الغرف التجارية التركية، وكوبز نائب رئيس الإتحاد والسفير التركي مصطفى سارنيتش و البروفسور جوفان ساك الرئيس التنفيذي لمعهد السياسات والدراسات الإقتصادية التركي وأحمد شاكر أغلو رئيس مجلس إدارة شركة المناطق الصناعية وعدد كبير من المستشارين الأتراك.
ووقع الوفد الذي زار الضفة الغربية، وبحضور رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله اتفاقية تعاون بخصوص منطقة جنين الصناعية بين اتحاد الغرف التركية واتحاد الغرف الفلسطينية، بهدف التعاون ونقل الخبرة التركية في إدارة المناطق الصناعية، وتضمنت بنود الاتفاقية على التشاور الدائم بين الطرفين وتبادل المعلومات وتذليل العقبات وتسريع عملية البناء والتطوير للمنطقة.
وقال داود أوغلو إن هذا المشروع بدأ منذ عام 2005 بالتعاون مع اتحاد الغرف الفلسطينية، وسيسعى الجانب التركي إلى متابعة الموضوع مع البنك الدولي، لتأمين ضمانات الاستثمار في تلك المنطقة، والاستفادة من تجربة اتحاد الغرف التركية المتمثلة في إدارة المناطق الصناعية.
وبإنشاء منطقة جنين الصناعية يتم توفير 5000 فرصة عمل مباشرة و10000 فرصة غير مباشرة، باعتبارها مشروعًا حيويا من حيث جذب الاستثمارات الخارجية، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وخلال كلمته، شكر الحمد الله تركيا على دورها في دعم المشاريع الاقتصادية، ودورها في إعادة إعمار قطاع غزة، واستمرارها في دعم الشعب الفلسطيني، موضحًا أن الحكومة ستقوم بتقديم كافة التسهيلات اللازمة لتسهيل عمل وإدارة المنطقة.
وفي قطاع غزة، استقبلت غرفة تجارة وصناعة غزة، الوفد الإقتصادي التركي، برئاسة رفعت أوغلو رئيس اتحاد الغرف التجارية التركية، وعقدت معه لقاءًا اقتصاديًا ضم رجال أعمال فلسطينيين وجهات حكومية.
وخلال كلمته، أكّد أوغلو على استعداد بلاده التام والمتواصل لتحسين الوضع بغزة، موضحًا إلى سعي بلاده للعمل على إنشاء منطقة صناعية في منطقة بيت حانون شمال قطاع غزة، معرباً عن أمله بأن يتحقق هذا المشروع، والذي من خلاله يوظف ما يقارب 10 آلاف عامل فلسطيني.
بدوره ثمّن رئيس غرفة تجارة وصناعة محافظة غزة، الدور والجهد التركي المستمر في كسر حصار غزة خصوصًا بعد أحداث أسطول الحرية في منتصف عام 2010، وما تبعها من تخفيف للحصار المفروض على قطاع غزة، كما ثمّن الجهد التركي المستمر لطرح الحلول والأفكار لكسر حصار قطاع غزة؛ وعلى رأسها فكرة إنشاء الممر المائي، والذي يعدّ أحد الحلول لربط قطاع غزة بالعالم الخارجي.
وأكد الحصري على العلاقات التاريخية الفلسطينية التركية، والعلاقات القوية التي تربط غرفة تجارة غزة مع المؤسسات الاقتصادية التركية.
ومن أبرز الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين اتفاقية تعاون مع غرفة تجارة اسطنبول، واتفاقية تعاون مع جامعة اسطنبول التجارية، بالإضافة إلى اتفاقية مع غرفة تجارة كوتاهيا، وقال "إننا نسعى دائما إلى تعزيز وتطوير العلاقات مع كافة المؤسسات الاقتصادية التركية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!