ترك برس
أكد رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو"، في مؤتمر صحفي على هامش مؤتمر "الأخوة التاريخية" الذي عُقد في ماردين، بتاريخ 5 شباط/ فبراير 2016، أن تركيا ماضية في محاولات إحلال السلام الداخلي بين مواطنيها كافة، دون الاستعانة بأي وسيط مشيرًا في ذلك إلى حزب العمال الكردستاني، وموضحًا أنه تبين للحكومة التركية أن إحلال السلام الداخلي لا يتم إلا من خلال القضاء على حزب العمال الكردستاني "الإرهابي" والمنقض على حقوق المواطنين الأكراد، بشكل كامل، وبعد ذلك تأسيس لجان محلية لمتابعة مطالب المواطنين بشكل مباشر ودقيق، لتوصيلها للحكومة ومتابعة تطبيقها من قبلها.
وشدد الباحث السياسي "سلجوق أوزداغ" على أن إيران لم تتمكن من إحلال السلام الداخلي، خاصة في مناطقها ذات الكثافة الكردية، إلا من خلال العمل على تصفية كافة عناصر ومقار "حزب الحياة الحرة الكردستاني" بيجاك"، وعدم الاعتراف بهم كممثلين عن الأكراد، موضحًا أن إيران تمكنت من خلال ذلك ومن خلال التشاور بشكل مباشر مع وجهاء تلك المناطق، منح الأكراد حقوقهم وحل قضياهم.
وبين أوزداغ، في مقاله "لا يمكن للإسلام أن يُحل إلا من خلال تصفية حزب العمال الكردستاني، نُشر في صحيفة "وحدت"، 13 فبراير 2016، أن التجربة التركية تختلف عن إيران، من خلال منح حزب العمال الكردستاني ممثلًا بزعيمه "عبد الله أوجلان" الفرصة للتشاور بشكل مباشر، لترك السلاح وإحلال السلام في المناطق ذات الكثافة الكردية، والتي تُعاني من تدهور أمني ملحوظ منذ عام 1984، أي عام تأسيس حزب العمال الكردستاني، مؤكدًا أن إيران بدأت بتطبيق تجربة تصفية حزب الحياة ومن ثم شرعت في الاجتماع مع وجهاء ومنظمات المجتمع المدني، للتشاور في نوعية وأسس الحقوق التي يطالب بها المواطنون الأكراد في إيران.
ومن جانبه، أشاد الخبير السياسي "علي كاجار" بعملية الخندق التي ما زالت تقوم بها القوات العسكرية التركية في مناطق جنوب شرق وشرقي تركيا، للقضاء على عناصر حزب العمال الكردستاني "الإرهابية" ودحرها خارج تركيا، مبينًا أن هذه العملية كانت لزامًا على تركيا منذ اليوم الأول لتأسيس هذا الحزب.
وأشار كاجار، في مقاله "علاقة روسيا مع حزبي الاتحاد الديمقراطي والعمال الكردستاني"، الذي نُشر في مجلة "التراكم العلمي"، بتاريخ 3 فبراير 2016، إلى أنه لا يمكن الاتكاء على منظمة إرهابية لتتخلى عن سلاحها وتركن للسلام، لأن تلك المنظمة عادة ما تكون قائمة على أصولها بواسطة الدعم التي تقدم بعض الجهات الأجنبية، وهذا الجهات لن تدع هذه المنظمات تتحرك حسب ما تشاء، بل تريد مردود دعمها، لذا تحرك هذه المنظمات حسب مصالحها هي، وليس حسب مصالح هذه المنظمات أو مصالح الجهات التي تدعي أنها تناضل من أجلها.
وأوضح كاجار أن الحكومة التركية تلقنت درسها من التجربة الفائتة جيدًا، ووفقًا لتصريحات مسؤوليها الصارمة، فعلى ما يبدو لا رجعة إطلاقًا لعملية السلام الداخلي بناء ً على التوافق مع حزب العمال الكردستاني، بل سيكون هناك عملية تصفية له ومن ثم إعطاء الحقوق للمواطنين الأكراد، وبالتالي إحلال السلام الداخلي في تركيا على ذات النمط الذي تبعته إيران تجاه مواطنيها الأكراد، وتبين أنه الأنفع على الإطلاق في ظل مواجهة المنظمات الإرهابية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!