ترك برس
تباينت آراء الكتّاب والمحللين الأتراك، حيال قصف القوات المسلحة التركية، مواقع تابعة لمنظمة "حزب الاتحاد الديمقراطي" الإرهابية في شمال محافظة حلب السورية، حيث حمّل معظهم الأخيرة مسؤولية ذلك، مشيرين أنها اتبعت منذ البداية موقفًا مؤيدًا للنظام السوري، ومعاديًا لتركيا، فيما رأى آخرون أن القصف جاء بمثابة رسالة قوية للأطراف الداعمة للمنظمة الإرهابية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
البرلماني التركي، شامل طيار، قال في تغريدة نشرها عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل الإجتماعي، تويتر، إن "تركيا أثبتت من خلال قصفها لمنظمة حزب الاتحاد الديمقراطي الإرهابية في سوريا، موقفها الواضح، فليستخلص من يشاء الرسالة التي يريدها من هذا الأمر".
وأضاف طيار أن "26 دولة مختلفة بينها روسيا وإيران والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وفرنسا وانكلترا، تلعب براحة في سوريا، وهي تبدي اليوم ردود أفعال غاضبة ضد تركيا، ما هذا الهراء"، لافتًا أن "أولئك الذي مزقوا سوريا وقتلوا 500 ألف شخص وظهروا بمظهر الموتى، ينتقدون اليوم القصف التركي".
بدوره قال الكاتب الصحفي التركي، أفق أولوطاش، في مقال اليوم، إنه "عندما قامت تركيا بإزالة حزب العمال الكردستاني عن الخارطة في مناطق مثل الجزيرة وصور (جنوب شرقي البلاد)، استنجد الحزب بشريان حياته الوحيد القادم من سوريا، خصوصا وأنّ هذا الشريان يحظى بدعم أمريكي وروسي لا محدود، ويستخدمونه لاستهداف تركيا وقوات المعارضة السورية، وذلك بتوفير غطاء جوي له، ودعم أرضي من قوات الأسد وإيران، مما جعل الحزب يسيطر على مناطق كانت تخضع لسيطرة قوات المعارضة، وهذا ما جعل تركيا تبدأ في عملية قصف مدفعي مكثف ضد أهداف تابعة للحزب في شمال حلب".
وأوضح أن "العالم الغربي يدعم بصورة مباشرة وواضحة العناصر الإرهابية، ويستخدم حزب العمال الكردستاني كأداة لمعاقبة تركيا في سوريا وداخل الأراضي التركية أيضا، وهذا الأمر ساهم الإعلام الغربي بالترويج له، من خلال إشاعة بأنّ العمال الكردستاني يحارب داعش، محاولين تغليفه بغلاف شرعي يساهم في تحقيق مشاريعهم، ومع أنّ منظمات مثل وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي يعدان منظمتين إرهابيتين، إلا أنّ أمريكا لا تزال تنافق وتقدم كل الدعم لهما".
وأردف قائلًا: "لذلك على تركيا أنْ تنفذ مخططاتها المستقلة، خصوصا وأنها تدرك أنّ الاتحاد الأوروبي وأمريكا تقدمان الدعم للإرهاب، وأول خطوات هذه المخططات المستقلة، هو أنْ قامت تركيا خلال الساعات الماضية باستهداف حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب في شمال سوريا".ش
من جانبه لفت الناشط والصحفي الكردي، بارزان قرنو، إن "الاتحاد الديمقراطي ربط مستقبله بنظام الأسد، وأسس جميع سياساته على بقاء الأسد في سوريا، وعداء أردوغان في تركيا، لذلك فإن القصف التركي لها، أمر واضح ومفهوم جدًا، لأنه عندما ترى الأسد صديقًا وتركيا عدو، فإن تركيا أيضًا تراك عدوًا لها".
وأكد أن "أكراد سوريا لا يدعمون أنصار عبدالله أوجلان الذين يدعمون الأسد، لذلك لا أحد يفهم التدخل التركي ضد هؤلاء على أنه تدخل ضد الأكراد"، مشيرًا أن "صالح مسلم (رئيس المنظمة الإرهابية)، حذّر تركيا، أتمنى أن تساعدنا تركيا نحن الأكراد وتنقذنا من الخونة أمثالكم، سوف يكتب التاريخ اسم مؤيدي أوجلان على أنهم عصابة خيانة وحشية، وستذكرهم الأجيال القادمة كذلك".
وكان رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أكد أول السبت الماضي، قصف قوات بلاده، مناطق قريبة من أعزاز السورية، رداً على نيران من المنطقة، مشيراً أن التطورات في الدولة الجارة تهدد أمن تركيا القومي.
وأكد داود أوغلو، في تصريحات صحفية، على متن الطائرة أثناء توجهه إلى العاصمة الأوكرانية كييف، اليوم، أن بلاده لن تسمح بسقوط مدينة اعزاز (شمالي حلب) السورية، موضحًا أن منظمة "بي كا كا" الإرهابية في تركيا، و"وحدات "حماية الشعب" في سوريا، أداتان بيد روسيا، وأنهما بيادق السياسات الروسية التوسعية.
وقال داود أوغلو، إن هنالك أزمات جديدة ستحدث في المستقبل في حال عدم قراءة تلك المشاريع التوسعية بشكل صحيح، مضيفًا أن "موسكو تستخدم هذه الوسائل لتضييق الخناق على تركيا، لذا فإن مواقفنا تستند إلى أرضية مشروعة".
وجدد رئيس الوزراء التركي، تأكيده على عدم سماح تركيا لـ "وحدات حماية الشعب" ( الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، الذراع السوري لمنظمة بي كا كا) بالعبور إلى غرب نهر الفرات، فضلا عن عدم السماح بتجاوز شرقي بلدة عفرين (تحت سيطرة وحدات حماية الشعب)، ودخول منطقة اعزاز الخاضعة لقوات المعارضة السورية شمالي سوريا.
وفي هذا الصدد أضاف داود أوغلو، أن تركيا لن تتردد في اتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية أمنها، مشيرًا أنها الأكثر تأثرا من التطورات في سوريا، وأضاف: "هذه البيادق تحاول إيهام المجتمع الدولي بمحاربتها تنظيم داعش، بهدف كسب المشروعية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!