كمال أوزتورك – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس
قال أحد المواطنين الذين استولى تنظيم بي كي كي الإرهابي على منازلهم في مدينة سور "لا نعرف هؤلاء الأشخاص، وهم أيضا لا يعرفوننا، يوجد بينهم من يتكلم بلغة أجنبية، لقد دخلوا إلى منزلنا واعتدوا على مالنا وعرضنا وأطفالنا، وهددونا بالقتل، وكأنهم جنود يتبعون لدولة أخرى".
في حين أفاد رب أسرة آخر ممن اضطروا لمغادرة منازلهم في جيزرة "عندما قاموا بحفر الخنادق وزرع الألغام في كل مكان، انقلبت حياتنا رأسا على عقب، عندها قررنا مغادرة المنطقة، إلا أنهم قطعوا علينا الطريق وقالوا لنا: سوف تبقون هنا وتقاوموا معنا. كنا خائفين جدا، وقررنا الهروب سرا، وفي الليل عندما بدأنا بالهرب، قاموا بإطلاق الرصاص رشا على سيارتنا".
الشعب أبلغ عن جنود الاحتلال
هرب الأكراد أيضا من ظلم تنظيم بي كي كي، في كل من سور، وسيلوبي، وشرناق، وإيديل، ونصيبين. وتم تفريغ 95 بالمئة من سكان هذه المناطق، ولم يقف أحد إلى جانب عناصر بي كي كي، ولم يقدم أحد الدعم لإرهابهم وسياستهم وأهدافهم.
ابتعد الشعب التركي عن تنظيم بي كي كي، وأصبح يشعر بالكراهية تجاهه. حيث قام عناصر مسلحون وملثمون من التنظيم بخلع أبواب المنازل وتوزيع بيان على المواطنين في منطقة باغلار بديابكر، يطلبون فيه المشاركة بمظاهرة ضد الدولة. لكن ذلك لم يتحقق، فالشعب لم يشارك في أي مظاهرة. وأعلنت مديرية الأمن في دياربكر أنها تتلقى مئات البلاغات يوميا في سور وباغلار وشهيدليك، حول أماكن تواجد الإرهابيين والأسحلة والقنابل. إن هذا تغير هام في المنطقة.
عناصر بي كي كي تعتقل رئيس البلدية
وفقا لخبر مراسل صحيفة ستار "كمال غوموش"، فإن رئيسي بلدية دياربكر "خطيب دجلة"، و"غولتان كيشاناك"، قالا لعناصر بي كي كي في سور، إن "الشعب لا يقدم الدعم لكم، وعليكم وقف تصرفاتكم التخريبية، وإلا ستموتون جميعا". قاموا على إثرها بسجن كيشاناك وتهديدها بالقتل، وطرد خطيب دجلة. وإن كانت هذه هي المعاملة التي يلقاها ممثلو حزب الشعوب الديمقراطي الذين اختارهم الشعب في دياربكر، أترك لكم تخيل كيف يعاملون بقية أفراد الشعب.
مقاومة عناصر الاحتلال في الأناضول
أصباح الشعب يرى عناصر بي كي كي وكأنهم جنود أجانب، أو عصابة محتلة تتبع لدولة معادية. ولم يعد الشعب يشعر بالتعاطف والود تجاههم كما كان في تسعينات القرن الماضي. وأصبح يهرب من مناطق تواجدهم بسبب أن أمنهم وعرضهم وأطفالهم معرضة لخطر هؤلاء الجنود المحتلين، ويلجأ (الشعب) إلى قوات الأمن، وينتقل للعيش في الأماكن التي تؤمنها الدولة لهم.
يصف شخص كردي مسن في منطقة جاتلاك بولاية فان، الوضع قائلا "قديما كنا نشعر بالخوف عندما نرى عربات الجندرمة والشرطة، إلا أننا اليوم عندما نرى عربات قوات الشرطة نشعر بالأمن ونقول: لقد جاؤوا ليحمونا من عناصر بي كي كي".
تماما كما حدث عندما تعرضت إسطنبول والأناضول للاحتلال، كان الشعب يشعر بالكراهية تجاه قوات الاحتلال، ويقوم بتقديم البلاغات عنهم، ويضطر لللجوء لأماكن أكثر أمانا. وفي ذلك الوقت شكّل الشعب جماعات مقاومة للاحتلال في غازي عنتاب ومرعش وإزمير وعموم البلاد. أما اليوم، يقف الشعب إلى جانب الشرطة والدولة، يقاوم الاحتلال من خلال تقديم المعلومات والدعم للشرطة. وأصبح الشعب في الشوراع والمقاهي والجوامع والمنازل وكل مكان، يكره عناصر الاحتلال، ويسعى ويدعو للخلاص منهم في أسرع وقت.
المرتزقة.. عصابة احتلال الدول الأجنبية
في زمن الدولة العثمانية، قامت روسيا بتشكيل عصابات من الصرب والأرمن، وكذلك شكلت بريطانيا عصابات من اليونانيين والمقدونيين، وأمرتها بالصعود إلى الجبال. ثم استخدمتها في الهجوم على البلقان، ومناطق الأناضول وقراها. تماما كما تفعل بي كي كي وحزب الاتحاد الديمقراطي الآن.
وصف رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو هؤلاء العناصر بالمرتزقة المأجورة، وأصاب بذلك. وهذا يعني أن الجميع يدرك هذه الحقيقة. تماما كما احتوى الجيش الفرنسي على فرق من المرتزقة أثناء احتلاله لكل من تونس والجزائر. فمنظمة بي كي كي لا تتشارك مع الشعب الكردي في معتقداته الدينية وثقافته، وتتبنى إيديولوجية بلشفية مفسدة، تعادي شعبها، وأصبحت عبارة عن عصابات من الجنود المأجورين.
تهاجم هذه المرتزقة على تركيا، بناء على رغبة روسيا، وتحتل المناطق والقرى التركية، بناء على طلب إيران، وتشن هجوما ضد العرب في سوريا وتسعى لاحتلال حلب وإعزاز، وفقا لإرادة أمريكا، وتقوم بالتعاون مع إسرائيل وألمانيا وإنكلترة والصين... وكافة الأطراف المعادية لتركيا، وتكن العداء تجاه تركيا من خلال المجرمين المأجورين.
أصبح الأكراد في تركيا، وشمال العراق يدركون حقيقة بي كي كي وحزب الاتحاد الديمقراطي، في كونهما عصابات محتلة تتبع للدول المعادية لتركيا، وأخذ الشعب يقاوم هذه العصابات لحماية بلده وبيته وعائلته وأرضه.
إن هذه أهم نقطة تحول في تاريخ بي كي كي، وهي بمثابة بداية النهاية بالنسبة له.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس