محمد حامد - ترك برس

دعا تقرير لمعهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي إلى إيجاد شراكة إستراتيجية إسرائيلية تركية تقوم على أساس المصالح المشتركة بين البلدين، وتكون هيكلا بديلا لانضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوربي، وبمنزلة نوع جديد من الارتباط بالاتحاد تحمل فيه تركيا وإسرائيل صفة الشريك المفضل للاتحاد.

وقال التقرير الذي أعده الدكتور عوديد عاران مستشار لجنة الدفاع والخارجية في الكنيست الإسرائيلي، والدكتورة جاليا لندينشتراوس الخبيرة في الشأن التركي: "لا توجد علاقة مباشرة بين الاتفاق الذي وقعته تركيا مع الاتحاد الأوربي حول الحد من تدفق اللاجئين وبين اتفاق التسوية الذي يجري إعداده بين تركيا وإسرائيل، لكن هناك عدد من القضايا ذات الصلة بالاتفاق تتعلق بالعلاقات التركية الإسرائيلية.

وأوضح التقرير أن تخفيف الرئيس أردوغان من حدة لهجته تجاه إسرائيل، وتقدم المباحثات الثنائية بين البلدين للتوصل إلى اتفاق بشأن تطبيع العلاقات بينهما، يرتبط ارتباطا مباشرا بالأزمة مع روسيا، حيث أدركت تركيا أهمية تخفيف التوتر مع إسرائيل، وإيجاد بدائل لمصادر الطاقة الروسية وأولها البديل الإسرائيلي، حيث تملك إسرائيل احتياطيات من الغاز الطبيعي على مسافة قصيرة من تركيا.

وأضاف التقرير أن تركيا أدركت أيضا أن إسرائيل نجحت في التعامل مع الآثار السلبية لفقدان الشريك التركي الإستراتيجي عبر إيجاد شراكة موازية وتنافسية مع كل من اليونان وقبرص، إلى جانب إدراك الأتراك أنه لا يمكن تجاهل كون إسرائيل لاعبا رئيسا في كل ما يتعلق بالتسوية المستقبلية في سوريا.

وبحسب التقرير فإن هذه الأوراق مهمة في المفاوضات التركية الإسرائيلية، ويجب أن تستغلها إسرائيل من أجل التوصل إلى تفاهمات طويلة الأجل مع تركية تقوم على أساس المصالح المشتركة.

وقال التقرير: "إن من بين هذه المصالح إيجاد نوع جديد من الارتباط بالاتحاد الأوربي على افتراض أن الاتحاد سيبقى مستقبلا في صورته الحالية، وهو أمر محل شك كبير بسبب الآثار المستمرة للأزمة المالية، وانعكاسات أزمة اللاجئين، والهجمات الإرهابية داخل القارة الأوربية، والاستفتاء المتوقع في بريطانيا حول البقاء في الاتحاد الأوربي.

وأضاف معدو التقرير أن  الشراكة الإسرائيلية التركية ستحصل على صفة الشريك المفضل لدى الاتحاد الأوربي، صحيح أن تركيا لا تزال تعد صفة الشريك المفضل كبديل للحصول على العضوية الكاملة للاتحاد إهانة لها، كما أن الاقتراح الأوربي بحصول إسرائيل على صفة الشريك المفضل مقابل التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين لم يلق صدى في إسرائيل، ولكن نموذج الشريك المفضل سيكون مطلوبا في وقت لاحق.

وخلص التقرير إلى أن الاتفاق التركي الأوربي لا يمكن أن يخفي الإخفاق المتوقع سلفا في التوصل إلى اتفاق بشأن انضمام تركيا للاتحاد الأوربي، وهو ما يخلق الأرضية المناسبة لشراكة إسرائيلية تركية بإيجاد هيكل علاقات بديل مع الاتحاد الأوربي .

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!