غولبين يلدريم - الأناضول - ترجمة وتحرير ترك برس
قال مفوض في الاتحاد الأوروبي لوكالة الأناضول للأنباء: أظهرت أزمة اللاجئين في أوروبا العلاقات الوثيقة بين تركيا والقارة، فضلًا عن الترابط بين تركيا والاتحاد الأوروبي.
كانت المفوضة الأوروبية للميزانية والموارد البشرية كريستالينا جورجيفا تتحدث بعد الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لإعادة توطين اللاجئين الفارين من مناطق الحرب.
وبموجب الخطة، وافقت تركيا على قبول طالبي اللجوء الذين تم رفض طلباتهم في اليونان، في مقابل قبول الاتحاد الأوروبي للاجئين سوريين في تركيا.
وقالت جورجيفا: "نحن جيران". "نحن مترابطون، ونعتمد على بعضنا البعض. لعدة سنوات ابتعدنا قليلًا عن بعضنا، ولكن ذكرتنا أزمة اللاجئين بمدى ارتباط مصيرنا".
متحدثةً من واشنطن، حيث حضرت اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، أضافت جورجيفا: "نحن نريد أن نعزز العلاقات مع تركيا في سياق التعامل في هذه المشكلة المشتركة".
"إنها مشكلة عالمية - تشريد الناس. للأسف، نحن نعلم أن عدد النازحين في العالم من المرجح أن يستمر في التصاعد بسبب التطرف العنيف والصراعات وكذلك بسبب الكوارث الطبيعية بما في ذلك تغير المناخ، لذلك كمجتمع عالمي نحن بحاجة لبناء سبل نتقاسم فيها المسؤولية... ومساعدة بعضنا البعض".
وكذلك إعادة توطين اللاجئين السوريين البالغ عددهم 2.7 مليون شخص الذين يعيشون في تركيا، كما يوفر الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي لتركيا 6 مليار يورو (6780000000 دولار) لدفع ثمن الرعاية للاجئين. وقد وعد الاتحاد الأوروبي أيضاً في تسريع عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، وتخفيف القيود على تأشيرات الدخول للاتحاد الأوروبي للمسافرين الأتراك.
وقد تم عرض هذا الاتفاق على أنه محاولة لخنق عمليات تهريب الناس في تركيا، حيث يرسل التجار اللاجئين اليائسين عبر بحر إيجة في سفن غير صالحة للإبحار في كثير من الأحيان. ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، 376 شخصًا غرقوا أو فُقدوا في منطقة بحر إيجة حتى الآن هذا العام.
قالت جورجيفا: "إنه في مصلحة كل من أوروبا وتركيا لمكافحة الاتجار غير المشروع بالبشر؛ لأنه أمر فظيع بالنسبة للناس الذين هم في متناول أيدي المهربين، ولأنه عمل ينمو [مع] المجرمين الذين يكسبون نقداً، وفي كثير من الأحيان يتم استثماره في التطرف والإرهاب".
انخفاض حاد في الهجرة
وقد ذكرت المفوضية الأوروبية - الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي - أن الاتفاق قد شهد بالفعل انخفاضًا في عدد الأشخاص الذين يعبرون بشكل غير منتظم عبر بحر إيجة من تركيا إلى اليونان.
وقال نائب رئيس المفوضية، فرانس تيمرمانس يوم الأربعاء: "إن أول نتيجة لتعاوننا مع تركيا هو أن الرسالة بدأت تحقق ثمارها من خلال ذلك تحول المهربين للقيام بخيار خاطئ. في الأسابيع الثلاثة الماضية، شهدنا انخفاضاً حاداً في عدد الوافدين غير النظاميين".
وقالت اللجنة في بيان أنه تم إعادة 325 مهاجرًا غير شرعي إلى تركيا، في حين أُعيد توطين 103 لاجئًا سوريًا في الاتحاد الأوروبي في إطار "خطة واحد مقابل واحد".
وقالت جورجيفا: تركيا والاتحاد الأوروبي "تقاسموا بكل وضوح رؤية مشتركة"، وينبغي ألا يُنظر إلى الهجرة باعتبارها تطوراً سلبياً، لافتةً إلى الأثر الاقتصادي الإيجابي للمهاجرين.
"كلف وصول اللاجئين لأراضينا بأعداد كبيرة إدراك حجم وأهمية هذه المشكلة"، مشيرةً إلى أزمة المهاجرين التي سادت أوروبا في العام الماضي، وهددت بعض المبادئ الأساسية للاتحاد الأوروبي مثل حرية تنقل الناس.
وأضافت "لكن الآن إننا ندركها مثل تركيا، ففي أوروبا نحن جادون جداً في التصدي لها في الموطن، وتغيير سياسات اللجوء لدينا لتنسيقها مع الدول الأعضاء، وحماية حدودنا الخارجية حتى نتمكن من إسقاط حدودنا الداخلية مرة أخرى، ومحاربة تجار البشر، ومساعدة بلدان أخرى مثل لبنان والأردن وتركيا، التي تتحمل أعباء أكثر بكثير من أوروبا".
ومع ذلك، حذرت من حدوث مزيد من الهجرة المتوقعة بسبب "الصدمات" الناجمة عن النزاعات والكوارث الطبيعية والأزمات الاقتصادية أو المالية.
وقالت جورجيفا نائبة رئيس مجموعة البنك الدولي السابقة ، في إشارة إلى اجتماعاتها في واشنطن: "لعب الاقتصاد دورًا هاماً في التعامل مع أزمة اللاجئين. "عندما يعمل الاقتصاد بشكل جيد، فإنه يمكن التعامل بشكل أفضل".
"المناقشات هنا في اجتماعات البنك وصندوق النقد الدولي العالمي تكون حول كيفية جعل الاقتصاد العالمي أقوى، وكيفية التغلب على المخاطر التي نواجهها الآن، وكيفية بناء نموذج تعاوني".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!