هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
ما الذي تحدثنا عنه يوم أمس؟
كل ما تحدثنا عنه هو أن القضية التركية، هي قضية عالمية في الوقت نفسه.
وبالطبع فإن التركيب العكسي هو الأصح...
لأن القضايا العالمية (بما فيها البرازيل البعيدة، ومصر القريبة) هي قضايا تركية على نحو مؤلم جدًا.
ولهذا السبب انتهى بي المطاف خلال كتابتي عن هؤلاء بالانتقال إلى لوحة المفاتيح والرغبة في الحديث عن أشياء مختلفة تمامًا.
كالغرب مثلًا...
فقد بدأ بالتحضير لرحيل السيسي بأساليب غزلية خفيفة.
ولكن لا تتحدث عن هذا الآن!
لأنهم بدؤوا بالسخرية بابتسامة ومحاولاتهم إلصاق صورة خاصة على وجه الرجل.
وكذلك تقييم قسم من الإعلام الغربي هذا اليوم (25 نيسان/ أبريل) على أنه باب فتح لرحيل السيسي.
وبالطبع إن حصل كما كان في الحسبان...
أي في حال تمكنوا من الاحتجاج من خلال مظاهرات حاشدة على تنازل السيسي عن جزيرتين للسعوديين بموجب اتفاقيات رسمية...
فقد تغير شكل المعارضة المصرية ابتداءً من شهر كانون الثاني/ يناير، وأخذت باستعادة قوتها، والتوجه على الفور إلى مواقع سوف تقنع الغرب.
كما أعلنوا عن طريق نشرات الأخبار مؤخرًا عن "توجيه مظاهرات جديدة من قبل اليسار والليبراليين"...
وتحدثوا عن مدى روعة التخلص من السيسي من خلال نموذج ثوري برتقالي عند تخليه عن (أي عند تقليصه من الخاصية الوطنية في نظر الشعب) أرض (جزيرة) للسعوديين الذين أظهروا إمكانية القيام برهان سيء على الولايات المتحدة الأمريكية الأسبوع الماضي، وبدؤوا بمحاولة تنفيذه.
بالإضافة إلى تنفيذهم خططًا تتحدث عن مدى سوء السيسي بضحكة خبيثة مع انسحاب السلفيين الداعمين لإنقلاب السيسي وفقدان هيبتهم في نظر الأمة بمرور الزمن، وحدوث تعارض فكري داخل قيادات الإخوان المسلمين، ولدى الكوادر الهامة في الخارج...
أليست أنظمة قذرة جدًا؟
سواء أكان الإنسان ليبراليًا أم يساريًا... فإن وجود شعور بالعدل ولو بمقدار ضئيل داخله، سيؤدي إلى معارضته هكذا تزييف.
ومما لا شك فيه أن الوقت قد حان في مصر للعمل ضد السيسي.
ومن أجل إنقاذه لا بد من خروجه بقائمة تنازل خاصة جدًا ضد من أوصله إلى السلطة وإبرامه اتفاقًا. لكنه صعب!
كما تحدث المقربون من السيسي قبل ستة أشهر عن "انتهاء شهر العسل السياسي، وفساد الشريك".
ولكن دعونا ننظر، ما الذي سيحدث!
قام الإخوان الأسبوع الماضي بالدعوة إلى المشاركة في المظاهرات وعدم ترك الشوارع خالية، ولكن قناة سي إن إن وكما هو متوقع بالنسبة لكم فضلت إحضار نشطاء شباب ذو مظهر عصري للحديث عن وقوفهم الآن جنبًا إلى جنب مع الإخوان ضد السيسي الذي باع البلاد، بعد أن كانوا جنبًا إلى جنب ضدهم.
ما هذا العالم؟
وأي حقب من المراوغة نشهدها؟
لهذا ينبغي التحرك بأقصى سرعة...
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس