ترك برس
أثارت دعوة رئيس البرلمان التركي، إسماعيل قهرمان، إلى دستور جديد يقوم على أساس "ديني"، وخال من "العلمانية"، جدلًا واسعًا في الشارع التركي، وغضبًا لدى بعض الأحزاب السياسية المعارضة ذات التوجه "العلماني".
وانتقد حزب الشعب الجمهوري في بيان له، تصريحات قهرمان، قائلًا: "العلمانية تعني احترام الدين، وفصل الدين عن شؤون الدولة، ومنع الاستغلال الديني"، مشيرًا إلى ضرورة عدم استخدام الدين كوسيلة لتحقيق أغراض سياسية واستغلال الشعب.
فيما اعتبر نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، ولي أغبابا، أن "إسماعيل قهرمان كشف عقليته الرجعية (من خلال الدعوة إلى دستور إسلامي)"، وأن حزبه لن يسمح إطلاقًا بتطبيق "دستور داعشي" للبلاد، على حد تعبيره.
وأشار رئيس الحزب كمال قليجدار أوغلو، في سلسلة تغريدات نشرها على حسابه الشخصي بتويتر، أن العلمانية هي مبدأ سلام قبل كل شيء، متهمًا حكومة حزب العدالة والتنمية بتجاهل هذا المبدأ واستهداف السلام الاجتماعي للبلاد.
وقال قليجدار أوغلو، إن "مستنقع الشرق الأوسط، ثمرة عقلية تستخدم الدين كأداة سياسية، والعلمانية موجودة ليعيش الجميع دينه بحرّية مطلقة"، على حد زعمه.
بدوره، رأى رئيس حزب الحركة القومية دولت بهجيلي، في بيان له، إن "فتح المواد الأربعة الأولى من الدستور للنقاش من قبل إسماعيل قهرمان المنتخب وفقًا للدستور نفسه، موقف عبر صائب"، داعيًا رئيس البرلمان إلى الاعتراف بالخطأ والتراجع عن تصريحاته.
وشدّد بهجيلي على "ضرورة عدم خلق أدوات جديدة من شأنها أن تجرّ تركيا إلى بئر مظلم، وتجعل البلاد عرضة للاستغلال".
من ناحيتها، قالت الرئيس المشارك في حزب الشعوب الديمقراطي (ذو الأغلبية الكردية)، فيغان يوكسك داغ، إن "رئيس البرلمان يتحدث عن دستور متديّن، وتُمثّل جميع هذه التأكيدات دعوة إلى تمييز قائم على أساس ديني".
وأشارت فيغان إلى أن حكومة حزب العدالة والتنمية تسعى إلى الهيمنة من خلال التركيز على الدين بشكل أكبر، وأن "تركيا لم تشهد العلمانية إطلاقًا، لذلك فهي تتعطش لعلمانية تدافع عن الحريات"، بحسب تعبيرها.
وكان رئيس البرلمان التركي إسماعيل قهرمان، اعتبر، في تصريح له الاثنين، أن الدستور الجديد لتركيا يجب أن يكون "دينياً" وأن "العلمانية" يجب أن لا تكون جزءاً منه.
وقال قهرمان، "بصفتنا بلداً مسلماً، لماذا علينا أن نكون في وضع نتراجع فيه عن الدين؟ نحن بلد مسلم وبالتالي يجب أن نضع دستوراً دينياً"، مضيفًا أنه "قبل أي شيء آخر، يجب أن لا ترد العلمانية في الدستور الجديد".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!