ترك برس
حرصت الدولة العثمانية وظيفة الأئمة والواعظين لدى الجيش، ولهذه المهمة فتحت الدولة العثمانية مدرسة خاصة لإعداد وتخريج ما أصبح يطلق عليهم الأئمة العسكريين، وفي مقاله "أئمة الجيش العثماني" من مجلة التاريخ العميق (Derin Tarih)، يتناول المؤرخ التركي محمد بيشيكجي المهام الأساسية للأئمة العثمانيين داخل الجيش على النحو الآتي:
ـ تزويد الجنود الذين يشكون خوفهم من الحرب بالنصح والموعظة لرفع معنوياتهم والحيلولة دون فرارهم من ساحة المعركة.
ـ توجيه الانتقادات إلى قادة الجيش إذا أساؤوا معاملة جنود وهبطوا من معنوياتهم، للحفاظ على معنويات عالية والمساهمة في إبقاء أجواء المعاملة الإسلامية الصحيحة حاضرة داخل صفوف الجنود، وقد كان لهم دور ملحوظ في إجبار القادة على إحسان معاملة الجنود.
ـ المساهمة في توفير المأكل والمشرب والملبس للجنود من خلال مخاطبة المواطنين المدنيين، ودعوتهم لبذل كافة الجهود لدعم الجنود ورفع معنوياتهم.
ـ تولي المراسلة العسكرية بين الميدان والقيادة، لكونهم يرتدون ملابس يمكن أن تبعد أنظار العدو عنهم.
ويفيد بيشيكجي بأن الأئمة تعرضوا للأخطار التي تعرض لها الجنود خلال الحرب، فقد سقط منهم الكثير ما بين قتيل وجريح وأسير، مبينًا أن أئمة القوات البرية هم أكثر الأئمة الذين كانوا عُرضة للقتل والأسر.
ويشير بيشيكجي إلى أن الأئمة واصلوا لعب دور مهم خلال حرب التحرير "1919 ـ 1922" أيضًا، حيث حرص قائد حرب التحرير مصطفى كمال أتاتورك على إبقائهم على رأس الجيش لرفع معنوياته وتحريضه على القتال، ولكن عقب انتهاء حرب التحرير وإعلان الجمهورية التركية عام 1923، كان أول ما قام به مصطفى كمال أتاتورك هو إزالة وحدة الأئمة من الجيش، بدعوى رغبته في تأسيس جيش علماني بعيد عن التوجه الديني.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!