ترك برس

أدّت القذائف الصاروخية التي استهدفت مدينة "كيليس" جنوب تركيا، في الفترة الأخيرة، إلى حدوث توتر بين السكان الأتراك واللاجئين السوريين في المدينة الوحيدة عالميا التي يزيد فيها اللاجئون على السكان الأصليين.

ويقول محمود اللاجئ من ريف حلب ورب أسرة من أربعة أشخاص إن كثيرا من السوريين باتوا يعودون إلى منازلهم  باكرا، وقليل منهم يتجول في المساء، خاصة بعد تعرض عدد من المحلات السورية للتكسير على يد أتراك غاضبين، جراء تعرض مدينتهم للقصف ووقوع مدنيين أبرياء ضحايا له، وفقا لما أوردت "الجزيرة نت".

ونقلت الجزيرة نت عن مدير الرابطة السورية لحقوق اللاجئين محمد النعيمي، قوله إن "مدينة كيليس تعد الأخطر نظرا لقربها من الحدود السورية، ولذا جعلها موقعها الجغرافي مكسر عصا لكل الأطراف المتصارعة".

ويضيف النعيمي أن الدول الكبرى المعنية بالشأن السوري معارضة لإقامة منطقة عازلة شمال سوريا كما تطلب تركيا، وتعد هذه المنطقة ورقة ضغط بيد الغرب لمساومة الحكومة التركية وكسب تنازلات أخرى بوجه ورقة اللاجئين التي تستخدمها تركيا بوجه الغرب.

ويؤكد النعيمي أن البعض يرى في استهداف المدينة محاولة استفزاز لجر تركيا لدخول مستنقع الصراع في سوريا، لكن تركيا وفق النعيمي واعية لهذا، فهي تتريث وتمتص الصدمة تلو الأخرى، ويعطي هذا التريث حجة وذريعة للمعارضة التركية لإظهار الحكومة بمظهر العاجز عن حماية مواطنيها.

كما أنه وفي الوقت نفسه يلقي باللائمة على اللاجئين السوريين، فيعتدي بعض من تحركهم جهات معارضة للحكومة التركية على السوريين وممتلكاتهم في كيليس وسواها، ما جعل الحكومة التركية تفكر جديا بنقل المخيمات من مدينة كيليس إلى مدن داخلية بعيدة عن الخطر، حسب رأي النعيمي.

وعامة يتخوف السوريون في المدينة الحدودية من التبعات المتوقعة جراء القصف الذي يوقع ضحايا في صفوف المدنيين الأتراك، لكن تبقى الشواهد كثيرة على العلاقة الوطيدة بين الأتراك والسوريين في المدينة.

يذكر أن أكثر من مليوني سوري قدموا من سوريا إلى تركيا منذ بدء الثورة السورية في مارس/آذار 2011 منهم نحو 260 ألفا يعيشون داخل 24 مخيما أعدتها الحكومة التركية في مختلف الولايات التركية خاصة الجنوبية منها، وتستقبل ولايات أنطاكيا وغازي عنتاب وكيليس وأورفا وإسطنبول العدد الأكبر من السوريين.

وتعد مدينة كيليس حاضرة ولاية كيليس التركية وتقع على الحدود السورية التركية ويتقاسم السيطرة على الجهة الأخرى من حدودها الجنوبية كل من المعارضة السورية المسلحة وتنظيم الدولة الإسلامية بينما لا تبعد الوحدات الكردية سوى كيلومترات قليلة عنها.

وتعرضت المدينة في الأشهر الماضية وحتى الآن لحملات قصف صاروخي خلّف قتلى وجرحى في صفوف المدنيين بينهم نساء وأطفال، ومن بين الضحايا سوريون، وتشير أصابع الاتهام إلى مسؤولية تنظيم الدولة الإسلامية في استهداف المدينة، في الوقت الذي عززت فيه السلطات التركية الإجراءات العسكرية على الحدود بغية حماية السكان.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!