ترك برس
كشف رئيس "منتدى الشرق"، وضاح خنفر، عن توقعاته إزاء المرحلة التي ستعقب وباء كورونا، وما سيؤدي إليه الفيروس من تغيّر في موازين القوى العالمية والمعادلات الإقليمية، ومكانة ودور تركيا في تلك المرحلة.
جاء ذلك في محاضرة ألقاها الأحد، عبر منصة إلكترونية بدعوة من اتحاد الإعلاميين الأجانب في تركيا، بعنوان "حرب كورونا العالمية، هل سينجو العالم من تداعيات الهزيمة".
وقال خنفر إن المنطقة والدول العربية مقبلة على "معركة بين الأنظمة العربية والشارع ستكون مع الناس البسطاء بسبب الآثار الاقتصادية الكبرى، فسيكون هناك تضافر بين الممنهجين سياسيا والفقراء المهمشين الذين يعانون من البطش والفساد، وهو ما يعني أن الدول العربية ستواجه تحديا جديدا، فإما أن تبدأ مصالحة، أو يستمر القمع، وأتنبأ بالثاني".
وأضاف أن "هناك تغيّر بموازين القوى الإقليمية، أمريكا تسحب قواتها وهو أمر جيد ومفيد إقليميا، وتركيا ستستفيد لأنها تقارب الأمور بشكل مختلف عن إيران، وتعمل بتكتيك الاستفادة من القوى السياسية وتتصرف كدولة، وهو ما يعني أن ما يحدد تصرفات تركيا هي المصلحة الاستراتيجية".
وأوضح أن "هذا التوجه بدأ ينمو بالسنوات الأخيرة، فبدأت تركيا تطور الإمكانيات العسكرية، وطورت إمكانياتها الاقتصادية والاعتماد على نحو معقول على التكنولوجيا، ومحاولة امتلاك التقنيات العالية، وهي وضعها جيد، وفي الصراع الإقليمي الحاصل ستكون أحد المستفيدين".
وأكد الخبير العربي أن "الدخول في ليبيا لمصلحة تركية، وليس فقط للدفاع عن الربيع العربي، وهو من مظاهر النضج السياسي للتدخل، فيما إيران فيها ضعف أكثر، ضعف اقتصادي وضعف الجبهة الداخلية، كما أن اعتمادها على حروب الوكالة أرهقها".
وتابع: "تركيا تتصرف كدولة من منطق مصلحتها الاستراتيجية بما يجعلها تستفيد من الأزمة العالمية الحالية"
وفي سياق متواصل، أشار خنفر إلى أن "العالم يشهد تغيرات في ظل جائحة كورونا قد تظهر نتائجها بعد 10-20 عاما، نشهد فيها سيطرة صينية على العولمة العالمية وتراجعا أمريكيا".
وذهب خنفر إلى أن "هذه الأزمة جزء من الحرب التي استمرت حتى اليوم منذ بداية القرن الماضي، فالحرب العالمية الأولى وما تلاها من اختلال في ميزان القوى وانفجار الاقتصاد أدى للكساد".
وأردف: "حاليا يمر الاقتصاد بمرحلة صعبة ويخاف الجميع أن تصل لمرحلة الكساد، ولا يتحدث عنه، تماما كما حصل في العام 1939 بداية الحرب العالمية الثانية،.. والعالم يسير بخطوات حثيثة نحو كساد عظيم"، مضيفاً: "أمريكا رأت أنها استغنت عن العالم فأصيبت بالغطرسة فدخلت بتصرفات غير معقولة، باستخدام أدوات الغطرسة وهي السلاح".
ولكن الصين، وفق خنفر، "استخدمت العولمة بطريقة لم تتوقعها أمريكا، وتحاشت أن تظهر كقطب وقدمت نفسها بالصانع المتواضع، من يقدم الخدمات بسرعة وثمن بخس، ولم يخشاها أحد، وأمريكا نظرت لها كمصنع رخيص لمنتجاتها".
وتنبأ رئيس "منتدى الشرق" بـ"تحالف روسي صيني على المدى المتوسط لأنه ستحصل خلافات على طريق الحرير مستقبلا".
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد صرّح في وقت سابق، بأن العالم يتجه نحو بناء نظام عالمي جديد في أعقاب فيروس "كورونا".
وأضاف أن "العالم عقب هذا الوباء يتجه نحو مرحلة لن يكون فيها أي شيء كما كان من قبل وسنشهد بناء نظام عالمي جديد على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وتركيا تدخل هذه المرحلة الجديدة بمزايا كبيرة وبنية تحتية قوية ".
وتابع: "تركيا تابعت عن كثب التطورات المتعلقة بالفيروس منذ ظهوره، وكانت من الدول القليلة التي تتخذ تدابيرها في الوقت المناسب."
وخلال افتتاح مدينة طبية في إسطنبول، أواخر أبريل/نيسان الماضي، أكد أردوغان أن حكومته عازمة على المضي قدما للارتقاء بتركيا إلى المكانة التي تستحقها في النظام العالمي الجديد المرتقب ظهوره عقب تفشي وباء كورونا الجديد.
وأضاف: "سنرتقي ببلدنا في الفترة المقبلة بإذن الله، من خلال الاستثمارات والأعمال والخدمات الجديدة"، مبيناً أن تركيا نجحت في إنجاز العديد من المشاريع الضخمة خلال السنوات الـ17 الأخيرة، رغم كافة محاولات العرقلة والإفشال.
وأشار إلى أن بلاده نجحت في التغلب على مشكلة تأمين أجهزة تنفس، في مرحلة يواجه العالم فيها صعوبات بالحصول عليها لعلاج مرضى كورونا.
وحتى مساء الأحد، سجلت تركيا 138 ألفا و657 إصابة بفيروس كورونا، و3786 وفاة، فيما تعافى 3211 مصاباً اليوم، لترتفع الحصيلة إلى 92 ألفا و691، فيما بدأت اليوم الاثنين أولى مراحل العودة إلى الحياة الطبيعية بعد تراجع انتشار الفيروس في البلاد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!