جلال سلمي - خاص ترك برس

شارك في منتدى الدوحة وفد تركي ضم دبلوماسيين وسياسيين وأكاديميين واقتصاديين وإعلاميين، برئاسة "شواي ألباي" نائب وزير الدفاع. وقد نقل الخبير السياسي الاقتصادي "أردال تاناس كاراغول" أحد أعضاء الوفد انطباعه عن المنتدى.

وصف كاراغول في مقاله بصحيفة يني شفق "عن ماذا دار الحديث في منتدى الدوحة؟" حضور المنتدى بالنوعي الذي تنوع بين زعماء الدول والوزراء والأكاديميين والدبلوماسيين بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون"، وكانت محاوره الأساسية هي الأمن والاستقرار والاقتصاد والطاقة والاستقرار في الشرق الأوسط عامة ومنطقة الخليج خاصة.

ذكر كاراغول أن المتحدثين خلال المنتدى أكدوا أن الأمم المتحدة أثبتت عجزها في حل العديد من القضايا، خاصة القضيتين السورية والفلسطينية، كما أن المؤسسات الدولية الاقتصادية مثل البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، ثبت عجزها الفعلي في تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة للدول النامية، وشددوا على ضرورة إعادة هيكلة الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى، لتحقيق الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي في العالم. وأشار كاراغول إلى أن هذه الرؤية تمثل الرؤية التركية التي لطالما تكررت على لسان رئيس الجمهورية "رجب طيب أردوغان"، الذي دعا العالم مرارا إلى إعادة النظر في هيكلة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التابعة لها، لا سيما فيما يتعلق بمسألة ثقل التمثيل.

وأفاد كاراغول بأن تخفيف حدة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي العالمي، وإصلاح حالة التوزيع غير العادل للثروة حول العالم منوط بإجراء تغييرات جذرية داخل إطار الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى.

قطر والاقتصاد الإقليمي

أكد كاراغول على الثقل السياسي والاقتصادي الملموس لدولة قطر في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن دخلها القومي يقارب 200 مليار دولار، ويبلغ نصيب الفرد من الدخل القومي 100 ألف دولار، وبذلك يعد القطري صاحب مستوى الدخل الأعلى حول العالم، أما ثقلها السياسي والدبلوماسي فقد ساهم في حل الكثير من النزاعات العالقة في المنطقة، وتحركها المشهود مع تركيا له أهمية بالغة لكلا الطرفين.

وأوضح كاراغول أن قطر تبحث اليوم عن عنوان لضخ سيولتها النقدية البالغة 250 مليار دولار، ومن خلال المزيد من التقارب التركي القطري، يمكن لتركيا تقديم نفسها على أنها العنوان الأمثل لتلك السيولة، كما يمكن كسب ثقة دول الخليج الأخرى التي أصبحت تبحث عن عنوان هي الأخرى عشية إقرار الكونغرس بمسؤولية المملكة العربية السعودية عن تفجيرات 11 سبتمبر، ومطالبتها بدفع تعويضات لضحايا الحادث.

وعلى ما يبدو فإنه في ظل انخفاض أسعار النفط والغاز الطبيعي، فإن دول الخليج ستتجه لتكثيف جهودها نحو الاستثمارات الاقتصادية المتنوعة، وهذا ما يمثل فرصة أخرى لتركيا فيما يتعلق بمحاولة جذب السيولة الخليجية لمشاريعها الاستثمارية.

ويُذكر أن منتدى الدوحة الدوري الذي يُعقد للمرة السادسة عشر على التوالي في قطر، يسعى لجمع أكبر عدد من الخبراء والأكاديميين والسياسيين وصناع القرار والمختصين ورجال الأعمال والناشطين ومنظمات المجتمع المدني من مختلف دول العالم، بغية مناقشة سبل تحقيق الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي على الصعيدين الإقليمي والدولي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!