جلال سلمي - خاص ترك برس
أوردت وسائل إعلام تركية أن المستشار السياسي لنتنياهو ومسؤول ملف المفاوضات التركية الإسرائيلية "دوري غولد" التقى، على هامش القمة الإنسانية العالمية، بعدد من مسؤولين والمستشارين رفيعي المستوى من وزارة الخارجية التركية، وأن الطرفين تناولا التطورات الأخيرة فيما يتعلق بمفاوضات إعادة التطبيع في العلاقات الدبلوماسية المتبادلة بين الطرفين.
التقت الجزيرة ترك المسؤول الإسرائيلي في لقاء حصري عقب اللقاء، مبينة أنه أكّد لها أن مجريات المفاوضات إيجابية، وأن الجانب الإسرائيلي يتمنى أن تنتهي العملية بأفضل النتائج لكلا الطرفين.
المفاوضات بين غولد وسينيرلي أوغلو
وأوضحت الجزيرة ترك في تقريرها "المفاوض الإسرائيلي الأول في إسطنبول" أن مستشار نتنياهو دوري غولد ومستشار وزير الخارجية التركي "فريدون سينيرلي أوغلو" يتزعمان عملية التفاوض منذ بدايتها، مضيفة أن اللقاء الأخير بين الطرفين تم في 8 نيسان/ أبريل من العام الحالي، حين التقى سينيرلي أوغلو بالممثل الخاص لنتنياهو "جوزيف تشيخانوفير".
وصرحت وزارة الخارجية التركية عشية اللقاء، عبر موقعها الإلكتروني، بأن الوفدين حققا تقدما كبيرا في تجاوز وجهات النظر المختلفة وإعداد النص النهائي للاتفاق المشترك، مؤكدة على أن الطرفين سيوقعان على اتفاقية التوافق في الاجتماع القادم.
وأعربت الجزيرة ترك عن عدم توفر معلومات أكيدة فيما يتعلق بالموعد المقبل للقاء الوفدين، مشيرة إلى أن القنصل الإسرائيلي في إسطنبول "شايِ كوهين" قال، في لقاء آخر، إنه في ظل التغيرات الداخلية الموجودة على الساحة التركية، ينتظر تشكيل الحكومة التركية الجديدة، لتحديد موعد جديد للقاء ينهي عملية التفاوض بتوقيع اتفاق مشترك بين الطرفين، وقد يكون هناك لقاءان، إلا أن مجريات التفاوض هي التي ستحدد عدد اللقاءات المطلوبة لتوقيع الاتفاق.
مجريات مفاوضات التطبيع
شهد التمثيل الدبلوماسي بين الطرفين التركي والإسرائيلي تدنيا ملحوظا في نهاية أيار/ مايو منذ عام 2011، نتيجة للهجوم الإسرائيلي على سفينة مرمرة التي كانت تقل على متنها متضامنين مع القضية الفلسطينية من عدة دول ومعونات إغاثية لسكان قطاع الغزة الذين كانوا يعانون من حصار خانق.
واستمر الجمود في العلاقات بين الطرفين حتى آذار/ مارس 2013، حين قبل نتنياهو الشرط الأول من شروط تركيا وهو تقديم الاعتذار، وبعد عدة لقاءات سرية بين الطرفين، ارتفعت وتيرة مفاوضات التطبيع بعد اللقاء الدبلوماسي رفيع المستوى الذي جمع بين مستشار وزير الخارجية الإسرائيلي غولد ومستشار وزير الخارجية التركي سينيرلي أوغلو في روما في مطلع حزيران/ يونيو من عام 2015.
وفي سياق متصل، صرح رئيس الجمهورية التركي، خلال كلمته في معهد بروكينجز بواشنطن، نهاية آذار/ مارس المنصرم، بأن "تركيا تتمنى أن تتمخض المفاوضات الجارية عن نتيجة إيجابية".
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" فقد أكّد في تصريح له على أن هناك لقاءات مكثفة بين الجانبين التركي والإسرائيلي، كاشفا عن رغبة حكومته الصادقة في تحقيق نتائج إيجابية من عملية التفاوض الجارية بين الطرفين.
رفع الحصار عن غزة
كان الهدف من إطلاق سفينة مرمرة، بتاريخ 31 أيار/ مايو 2010، من أنطاليا التركية نحو سواحل غزة، هو رفع الحصار عن القطاع، ولكن الهجوم الإسرائيلي الذي تسبب بمقتل 11 متضامن، 9 منهم مواطنون أتراك، حال دون وصول السفينة إلى غزة.
وعلى إثر ذلك نددت تركيا بذلك الهجوم واصفة إياه "بالجريمة الإنسانية"، وأعلنت عن خفض علاقتها الدبلوماسية لمستويات متدنية، واشترطت اعتذار إسرائيل ودفع تعويضات لأهالي القتلى ورفع الحصار عن قطاع غزة كشروط لإعادة العلاقات المتبادلة إلى نصابها القديم.
تم قطع شوط كبير في عمليات التفاوض
أكدت الجزيرة ترك نقلا عن مصادر دبلوماسية أن المفاوضات السارية منذ مارس 2013 وحتى الآن، شارفت على الانتهاء وتنتظر وضع اللمسات الأخيرة من الطرفين.
ونقلت عن المصادر عينها، أن الطرفين اتفقا على حجم التعويضات واقتربا من الاتفاق فيما يتعلق بشرط رفع الحصار عن قطاع غزة، ولكن رئيس الوزراء نتنياهو تجنب التوقيع، نظرا للأوضاع السياسية الداخلية التي تمر بها بلاده، ويتوقع أن يتم توقيع الاتفاق عقب تأسيس ائتلافه الحكومي من جديد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!