ترك برس

أفاد المستشار السياسي والباحث في العلاقات الدولية "علي باكير"، أنه لم يسبق لمقاتلي حزب العمال الكردستاني المحظور، أن قاموا باستخدام أسلحة مضادة للطائرات، أو عربات مفخخة، أو عبوات ناسفة، خلال العقود الثلاثة الماضية التي شهدت صراعًا بين الحزب والحكومة التركية.

وأشار باكير، في تقرير نشرته جريدة القبس الإلكتروني، أنه لم يسبق لمقاتلي الحزب أيضًا أن قاموا باستهداف قلب العاصمة التركية أنقرة، وفي مناطق مدنيّة بالكامل، مبينًا أنه "منذ معركة كوباني، بدا أنّ هناك تحولاً في نوع العمليات وأماكن الاستهداف وفي الأسلحة المستخدمة أيضا".

ورأى باكير، أن أسلوب السيارات المفخخة لم يكن معروفاً من قبل في تركيا، وقد شهدت أنقرة في 13 مارس تنفيذ أسوأ هجوم في تاريخها، حينما قامت انتحارية كرديّة تُدعى "سهار جاغلا ديمير" بتفجير سيّارة ملغّمة بمحطّة للحافلات في وسط انقرة، في استهداف واضح للمدنيين.

وأوضح الباحث أن الاستخبارات التركية توصّلت آنذاك الى أنّ المدعوة كانت تدرّبت لفترة في سوريا مع حزب الاتحاد الديمقراطي (الزراع السوري لحزب العمال الكردستاني)، قبل أن تعود وتدخل الى تركيا لتنفيذ العملية.

وذكر التقرير أن رئيس الوزراء بن علي يلدريم اتهم حزب العمال الكردستاني المحظور بأنه وراء انفجار سيارة مفخخة استهدف مبنى لأحد مقرات الشرطة بالقرب من الحدود السورية في ماردين جنوب شرق البلاد، الأربعاء، اسفر عن مقتل ثلاثة بينهم شرطي، واصابة 30. وهو التفجير الثاني بعد يوم من انفجار سيارة مفخخة في إسطنبول.

وقال باكير: غالباً ما تنحصر دائرة الاتهام في عمليات من هذا النوع بكل من حزب العمّال الكردستاني أو تنظيم داعش، وقد حمّل الرئيس رجب طيب أردوغان عناصر "الكردستاني" المسؤولية.

واعتبر باكير أنه إذا ثبتت مسؤولية حزب العمال، فإنها ستعزز التوجه القائل بأنّ هناك تحوّلاً في طريقة عمل الميليشيات الكردية، ليس في تركيا وحدها، وإنما في المنطقة أيضاً. ففي نهاية مايو الماضي، اتّهم أردوغان الجانب الروسي بتزويد الحزب الانفصالي المصنّف إرهابياً، بأسلحة مضادة للطائرات عبر العراق وسوريا. وذلك بعد أسبوعين من نشر فيديو على مواقع كردية، يظهر أحد المقاتلين وهو يسقط مروحية تركية من نوع AH-1W Super Cobra بصاروخ مضاد للطائرات محمول على الكتف، روسي الصنع، من طراز "SA-18"، في أوّل عملية من نوعها على الإطلاق منذ عقود طويلة.

ولم تكن هذه العملية استثناءً، وإنما جاءت في سياق تطوّر نوعي في طريقة تنفيذ العمليات التي تقوم بها الميليشيات الكرديّة في تركيا، وبنظرة على العمليات التي تمّت خلال فترة عام، سنلاحظ أنّ نمط العمليات التي اتبعها «الكردستاني» داخل تركيا أو الأسلحة التي استخدمها فيها، قد تأثّرت الى حد كبير، إن لم يكن حصرياً بالخبرات المكتسبة من قبل فرعه السوري المعروف باسم حزب الاتحاد الديموقراطي الكردستاني PYD، وميليشياته المسلحة «وحدات حماية الشعب»، لا سيما بعد معركة عين العرب (كوباني).

وأضاف: "في بداية الشهر الجاري، أعلن رئيس الوزراء بنالي يلديريم العثور على صواريخ مضادة للدبابات، من صنع أميركي وسويدي، بحوزة مقاتلي حزب العمّال، وكذلك وجدت أسلحة ألمانية بحوزة مقاتلي التنظيم سابقاً، وهي كلّها معطيات تطرح تساؤلات حول كيفية حصول مقاتلي "الكردستاني" على هذه الأسلحة ولماذا؟".

ولفت إلى أن هناك من يرى أن الجواب على هذه التساؤلات يأتي مرة أخرى من سوريا. فإبان معارك عين العرب، حصل حزب الاتحاد الديمقراطي على كميات كبيرة من الأسلحة الأميركية والأوروبية، وقد استخدم جزءاً منها ضدّ تركيا، وبعد إسقاط الطائرة الروسية، شهد الدعم المقدّم للميليشيات الكردية مرحلة جديدة، إذ قامت موسكو بفتح مكتب تمثيلي رسمي للاتحاد الديمقراطي على أراضيها، وتعهد بوتين بدعم الحزب، وكذلك استقبل لاحقاً زعيم حزب الشعوب الديموقراطية الكردي صلاح الدين ديميرتاش، المتّهم بتأمين غطاء شرعي لهجمات "الكردستاني".

وختم باكير التقرير بالقول، إن الحكومة التركية أن ما يجري مرتبط بأجندات لدول إقليمية ودولية، تسعى الى استخدام بعض الميليشيات المسلحة الكردية كأداة في وجه تركيا، لإعادة رسم معالم نفوذها وتأثيرها في المنطقة، وهو الأسلوب نفسه الذي ترى شريحة واسعة من المتخصصين أنه قد تم استخدامه من قبل كل من ايران وسوريا ضد العراق وتركيا منذ عقود طويلة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!