تاناس كراغول – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس
في فترة حكم حزب العدالة والتنمية لتركيا اصبح لفلسطين مكانة وحساسية سياسية خاصة، وهو ما انعكس جليا في الاتفاق الأخير الذي جمع الجمهورية التركية بإسرائيل، ففلسطين ومن عام 2009 كانت الرقم الصعب في العلاقة بين البلدين عندما هز اردوغان ارجاء المؤتمر الاقتصادي بموقفه "دقيقة واحدة"، ثم تبع ذلك الاعتداء السافر لإسرائيل على سفينة مافي مرمرة، الامر الذي اعطى منحنا اخر جديد في صفحة العلاقات التركية الإسرائيلية، وطالبت تركيا على اثر تلك الاحداث مطالب وشورط املتها على إسرائيل في حال ارادت تطبيع العلاقات من جديد، وهنا وبعد 6 سنوات من العداوة بين البلدين تم توقيع الاتفاق، وكانت الدوافع له كثيرة في كلا الطرفين، اما في الجانب الإسرائيلي فكانت بسبب العزلة السياسية التي عاشتها في المنطقة لمعادتها تركيا، كما وكان لملف الطاقة دورا أساسيا في توقيع هذا الاتفاق عند الإسرائيليين.
فما هي المتغيرات التي اقلقت إسرائيل في ملف الطاقة الإقليمي؟
من عام 2010 ومعادلة الطاقة الإقليمية والعالمية في تغير وتطور مستمر، ففي الحسابات الإقليمية نرى بان إسرائيل كانت هي الخاسر الأكبر بسبب علاقاتها السيئة مع تركيا، لذلك كانت وما تزال تهدف وتريد إسرائيل من تقاربها مع تركيا الاستفادة من مشروع نقل الغاز الاذربيجاني، كما وتريد الانفتاح على السوق والطاقة الإيرانية عبر تركيا، وتريد أيضا الاستفادة عبر تقاربها مع تركيا من السوق والطاقة الغازية والنفطية في إقليم شمال العراق، وكان المشروع الروسي التركي لنقل الغاز هو أيضا من مجمل الحسابات الاقتصادية التي تثير اهمام القادة الإسرائيليين، ولا ننسى كذلك المشروع الضخم مع الغاز القطر وغيرها من مشاريع الطاقة التي كانت تقوّي تركيا وتزيد من نموها الاقتصادي في مقابل انحصار وضعف الطاقة الإسرائيلية.
كيف ستتغير معادلة إسرائيل في مجال الطاقة؟
لم يتم تجهيز البنية التحتية المناسبة لتطبيق اتفاقية تبادل الطاقة التي جمعت إسرائيل والأردن ومصر الى الان، ومع اكتشاف حقلي غاز لافيتهان وتامار بدأت تتبادر الأسئلة الى الاذهان وتستفسر: لمن سيتم بيع هذا الغاز؟ وهل سيتم نقله بالأنابيب ام بوسائل أخرى؟ ومن اين سيتم توفي المليارات التي ستتكفل بعملية النقل؟ للإجابة على هذه الأسئلة وجدت إسرائيل نفسها امام الخيار التركي الامن والمضمون صاحب الخبرة والامكانية والواسعة في نقل الطاقة، كما وسيكون الخيار التركي جسرا لانفتاح إسرائيل الى الأسواق العالمية الاوربية وغيرها. وبين هذا وذاك يجب ان لا ننسى بان هذا الغاز في المقام الأول هو غاز فلسطيني...
معادلة الطاقة الإقليمية والعروض الجديدة
ستتأثر الأسواق والمشاريع القديمة لنقل الطاقة سواء الإيراني او الروسي بدخول المشاريع الجديدة لإقليم شمال العراق وإسرائيل، مما سيؤدي الى رفع مستوى المنافسة بين الأطراف المختلفة على كل الأسواق وبالذات أسواق الاتحاد الأوربي. اما بالنسبة للمشروع الاسرائيلي فهو سيرتبط بشكل مباشر بعلاقات اسرائيل بتركيا، وستكون عملية نقل الغاز عملية ديناميكية مرتبطة بشكل مباشر بالعلاقة بين البلدين، اما في الجانب التركي فان ما يحدد رؤيتها لمشروع نقل الغاز هو رؤيتها للمصلحة الفلسطينية وتأثير تغيرات معادلة الطاقة الإقليمية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس