ترك برس
أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه تلقى خبر محاولة الانقلاب العسكري من صهره خلال قضاء عطلته الأسبوعية في منطقة مرمريس بولاية موغلا، وأنه أجرى عدة اتصالات مع المسؤولين الأتراك لمعرفة تفاصيل محاولة الانقلاب الفاشلة.
وأوضح أردوغان خلال لقاء مع مراسل قناة الجزيرة القطرية، أنّه تلقى خبر محاولة الانقلاب من صهره الذي كان برفقته في العطلة، وأنه أجرى اتصالا بمستشار الاستخبارات التركية "هاكان فيدان"، واطلع منه على تفاصيل ما يجري، وسبل التصدي لهذا التحرك.
وقال أردوغان إنه انتقل فور تلقيه الخبر عبر مروحية إلى منطقة دالامان ومن ثم إلى إسطنبول، رغم المخاطر التي تنشرها مقاتلات الانقلابيين التي كانت تحلّق في سماء إسطنبول.
وقال أردوغان في هذا الصدد: "كنت حريصاً على طمأنة الشعب التركي في ليلة محاولة الانقلاب، وإنّ الشعب استجاب مباشرةً للنداء الذي وجهته بخصوص ضرورة النزول إلى الشوارع والدفاع عن الديمقراطية، وكانت لهذه الاستجابة دور كبير في ردع الانقلابيين وإفشال خططهم وبعد 12 ساعة كان الأمر تحت سيطرتنا".
وأشار أردوغان أنّهم استفادوا من تجاربهم السابقة في التعامل مع مثل هذه الحالات، وأنّ نزول الشعب التركي إلى الشوارع ساهم بشكل كبير في السيطرة على الوضع، لافتاً أنّ عدد المتورطين في محاولة الانقلاب غير معروفة، ولكنّ المنفذين ينتمون لمنظمة الكيان الموازي التي يقودها.
وردا على سؤال حول كيفية تغلغل عناصر هذه المنظمة في مؤسسات الدولة المختلفة، قال أردوغان غنّه من المحتمل وجود خلل في جهار الاستخبارات، مبيناً أنّ هذا الأمر يحدث في أجهزة الاستخبارات في كافة دول العالم، لافتا أن القضاء على محاولة الانقلاب لا يعني إنهاء منظمة الكيان الموازي، وأنه من المحتمل أن تكون خطط أخرى لدى المنظمة الإرهابية.
وعن سعة حملة الاعتقالات التي تجري حاليا ضد عناصر المنظمة الإرهابية، أوضح أردوغان أنّه كان لدى أجهزة الاستخبارات معلومات عن صلة الأشخاص بهذه المنظمة، وأن جهازا الاستخبارات والقضاء قدما أدلة عن طبيعة الكيان الموازي، وان مجموع من تم توقيفهم بلغ 9 آلاف و4 أشخاص، لافتاً إلى احتمال وجود عقل خارجي مدبر مع منظمة الكيان الموازي في التخطيط للانقلاب.
وفيما يتعلق بانتقادات الدول الغربية بخصوص حملة الاعتقالات واسعة عقب محاولة الانتقادات، قال أردوغان لا أعرف ما قاله وزير الخارجية الفرنس، لكنني أقول هل يمكن غض الطرف عمّا قامت بها فرنسا عقب الهجمات الإرهابية، وإعلان حالة الطوارئ لمدة ستة أشهر، وأود أن أسأل ألي هذه الخطوات كانت للحفاظ على سلامة فرنسا، وإنّ محاولة الانقلاب جريمة بحق الدولة التركية، وليس لأحد حق في تلقيننا درس في الديمقراطية".
وأضاف أردوغان أنّ السلطات التركية تسعى لإجراء عملهم في إطار القانون، مشيراً أنه من المحتمل أن يجري اجتماعاً مع زعماء الأحزاب المعارضة للبحث والتنسيق حول الخطوات المستقبلية.
وعن توقيف الطيارين الأتراك الذين أسقطوا المقاتلة الروسية في نوفمبر الماضي، قال أردوغان أعتقد أن الأجهزة القضائية توصلت إلى معلومات تشير بتورط هؤلاء الطيارين مع المنظمة الإرهابية، وأن التحقيق معهم جارية في هذا الخصوص.
وتابع أردوغان في هذا الصدد قائلاً: "لا نعلم حتى الأن ما إذا كانت لعملية إسقاط المقاتلة الروسية علاقة بمحاولة الانقلاب، وإنّ التحقيقات خلال الأيام القادمة ستظهر هذه الحقائق".
وحول مسألة إعادة الولايات المتحدة الأمريكية لزعيم الكيان الموازي القابع في ولاية بنسيلفانيا، أفاد أردوغان أنّ العلاقات التي تربط بين البلدين متينة وصلبة، وأنّ على الولايات المتحدة القيام بواجباتها تجاه مسألة إعادة غولن، لا سيما أن هناك اتفاقاً مبرما بين الدولتين في هذا الصدد.
وحول تحذير وزير الخارجية الأمريكي من مغبة التصرفات التركية بحق الانقلابيين وانعكاسات ذلك على عضوية أنقرة في حلف الناتو، قال أردوغان إنّ كيري ووزارة الخارجية الأمريكية فنّد هذه الادعاءات، وأن كيري اتصل بوزير الخارجية التركي وأعرب عن دعمه للحكومة التركية وللنظام الديمقراطي في تركيا.
وفيما يخص إعادة عقوبة الإعدام، أكّد أردوغان أن قرار إعادة حكم الإعدام ليس يبده، وأنّ الأمر عائد تماماً إلى الشعب ومجلس الشعب، مشيراً أنه سيوافق على هذا القرار في حال صادق عليه البرلمان، مبيناً في هذا الخصوص أن العالم ليس عبارة عن الاتحاد الأوروبي، وذلك في رده على الانتقادات الأوروبية لإعادة هذه العقوبة.
وعن ردود الأفعال العربية لمحاولة الانقلاب وادعاءات بعض وسائل الإعلام وخاصة المقربة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حول هروبه إلى ألمانيا، قال أردوغان أنه باق في بلاده ولم يغادرها.
وفي تعليقه على ممارسات السيسي وبشار الأسد قال اردوغان إنّ الإثنان قاتلان وقاما بقتل الشعبين المصري والسوري، لافتاً أنّ سوريا ومصر تتشوقان للديمقراطية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!