ترك برس
اعتقال 6 آلاف و839 جندي، ومقتل 161 شخص، وسقوط حوالي 440 جريح، هكذا وردت الإحصاءات الرسمية لعملية الانقلاب الفاشلة ضد الحكومة التركية المنتخبة ديمقراطيًا والتي فاجأت الجميع، ولكن القضاء عليها في غضون 6 ساعات كان مفاجأة أكبر.
أعلنت هيئة الأركان العامة التركية، في اليوم التالي لمحاولة الانقلاب الفاشلة، السبت، 16 تموز/ يوليو 2016، وفي ساعات الصباح الباكرة، أن عملية إلقاء القبض على الضالعين في عملية الانقلاب انتهت، مؤكّدةً أنها ستبذل كافة جهودها لمشاركة الجهاز القضائي في التحقيقات المتعلقة بتلك العملية الفاشلة.
وفي تصريحات سابقة، أوضح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم أن الطائرات التابعة للمتمردين انطلقت محملة بالصواريخ من مدينة "إيسكي شهير"، مشيرًا إلى أن ما يقارب 42 شخصًا قضوا في أنقرة وحدها، نتيجة ذلك التمرد المتهوّر، واستنادًا لما صرح به يلدرم، فإن من بين هؤلاء الأشخاص جنرال كبير ضلع في عملية الانقلاب.
وفي سياق متصل، أشار موقع الجزيرة ترك في تقريره "الانقلاب في محيط هيئة الأركان انتهى"، إلى أن عملية الانقلاب لم تشمل أنقرة وإسطنبول فقط، بل امتدت لتشمل مدنًا أخرى في تركيا، موضحًا أن المدن أو المناطق التي ظهر بها العمل الإرهابي بشكل أساسي هي:
ـ منطقة شمدينلي التابعة لولاية هكاري الواقعة جنوب شرقي تركيا، وذلك تحت قيادة قائد جناح الكوماندوز الثاني إسماعيل غوناشار.
ـ مدينة باليك أسير الواقعة بالقرب من ولاية إسطنبول، برعاية قائد الجيش في المدينة محمد أق يورك.
ـ مدينة شيرناق الواقعة جنوب شرقي تركيا، وقد لعب الدرك دوره الأبرز في تلك المدينة.
ـ مدينة سيواس الواقعة جنوب شرق تركيا.
ـ مدينة مانيسا جنوب تركيا.
ـ مدينة بتليس شرق تركيا.
ـ مدينة فان شرق تركيا.
- مدينة موش شرق تركيا.
ـ مدينة جناق قلعة جنوب غرب تركيا.
ـ قيادة حماية مضيق البوسفور البحري.
ـ مدينة قونيا وسط تركيا.
ـ مدينة أماسيا شرق تركيا.
- مدينة إغدير شرق تركيا.
ـ مدينة يالوفا جنوب غربي تركيا.
ـ مدينة ماردين جنوب شرق تركيا.
وحسب التقرير فإن جزءًا من القوات البحرية شارك أيضًا في محاولة الانقلاب، ولكن من الواضح أن خطة الانقلاب لم تشمل كل المدن التركية التي يبلغ تعدادها 81 مدينة.
استهداف البرلمان
ووفقًا لتقرير الجزيرة ترك، فإن مجموعة من النواب اتجهت للبرلمان أثناء سير محاولة الانقلاب، وبينما كانوا يعبرون عن رفضهم لذلك عبر وسائل الإعلام تعرضوا لقصف من إحدى طائرات الهليكوبتر، فاتجهوا على الفور نحو الملاجئ، ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى من النواب.
وسائل إعلام لعبت دورًا محوريًا في صد محاولة الانقلاب
يعدد التقرير وسائل الإعلام التي لعبت دورًا محوريًا في صد محاولة الانقلاب، مبينًا الدور الأساسي الذي قامت به كما يلي:
ـ قناة سي أن أن ترك: سعت القناة للتواصل مع رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، وتمكنت من تحقيق ذلك من خلال اتصال عبر سكاي بي، اتصال كان كافيًا لتحريك الجموع والجماهير، وإن كان كلف قناة سي أن أن الاقتحام والإغلاق لبضع دقائق، إلا أنه كفل لها دخول التاريخ من أوسع أبوابه.
ـ وكالة الأناضول: أفادت وكالة الأناضول بأن رئيس الأركان خلوصي أكار تم حجزه كرهينة بيد الانقلابيين، الأمر الذي أثار حمية المواطنين وشكل صورة لديهم مفادها بأن هناك تمرد وليس تحرك عسكري متكامل.
ـ قناة أن تي في: استضافت القناة ثلة من أصحاب المناصب العليا وعلى رأسهم قائد القوات الخاصة في الجيش زكي أقساكالي الذي ندد بالعملية ووصف القائمين عليها "بالخونة وقطاع الطرق الذين لن ينجحوا في تحقيق مآربهم".
تكاتف المعارضة مع الحزب الحاكم
كان زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي أول سياسي مُعارض يتصل بالرئيس أردوغان ويعلن رفضه محاولة الانقلاب وتأييده للمسار الديمقراطي، كما دعا حزب الحركة القومية أنصاره إلى الخروج إلى الشوارع والميادين منذ أول لحظة انتشر فيها خبر محاولة الانقلاب.
وفي قت لاحق بعد فشل محاولة الانقلاب، أعلن زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليجدار أوغلو بأن تركيا عانت كثيرًا من الانقلابات العسكرية، مبينًا أن لا أحد يرغب في عودة تركيا إلى هذه الحالة، داعيًا الجميع لحماية الديمقراطية والجمهورية، فخرج المئات من مناصري حزبه لأخذ نصيبهم في الدفاع عن الديمقراطية.
كما شارك رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعوب الديمقراطي في الاجتماع الاستثنائي للبرلمان التركي في اليوم الذي أعقب محاولة الانقلاب الفاشلة، وأعلن وقوف حزبه إلى جانب الديمقراطية في تركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!