ترك برس
أشار الباحث والمحلل السياسي التركي، محمد زاهد جول، إلى أن معركة القيادة الروسية في سوريا خاسرة، متسائلًا عما إذا كانت موسكو تدرك أن سوريا سوف تبتلع الكثير من جنودها طالما هم يقومون بدور عدواني وغير شريف.
وشدّد جول، في مقال نشرته "بوابة الشرق الإلكترونية"، على أن "حماية الأنظمة الاستبدادية التي تقتل شعبها لا تشرف جيشا في الدفاع عنه"، مشيرًا أنه مهما مكثت روسيا في سوريا فهي راحلة أو مهزومة ولو بعد حين، ومهما قتلت فلن تستطيع قتل ملايين الشعب السوري.
فهذا المحور الطائفي الإيراني- يضيف جول - قاتل عسكريا لثلاث سنوات متوالية من بداية 2013 وحتى الآن دون أن يحقق نتائج تذكر، سوى قتل الشعب السوري بمئات الألوف وتشريد الملايين وتدمير المدن السورية.
وأشار الكاتب التركي إلى أن انتشار صور المروحيات الروسية المتساقطة، أو صور الجنود الروس وهم يهبطون بالمظلات من سقوط طائرات ترفع العلم السوري، يؤكد أن الجنود الروس في معركة غير معركتهم الصحيحة، وأنهم في معركة خاطئة، مبينًا أنه يوجد عداء بين الشعبين السوري والروسي، قبل التدخل الروسي لحماية بشار الأسد.
وأوضح أن هذا التدخل العسكري الروسي لحماية نظام عجزت جيوش إيران الحربية عن حمايته هو دليل على أن الروس أخطأوا بهذا التورط العسكري، فإيران أرسلت كتائب من جيشها النظامي، وكتائب من حرسها الثوري.
ولم تبق كتائب عسكرية متدربة إلا وأرسلتها إلى سوريا بما فيها مقاتلو حزب الله اللبناني، ولكنها لم تستطع هزيمة إرادة الشعب السوري، ولا هزيمة الفصائل العسكرية التي تدافع عنه.
واعتبر جول أن إعلان روسيا تدخلها العسكري في سوريا بتاريخ 30/9/2015، ثم إعلان الانسحاب العسكري بتاريخ 25/3/2016، ثم مواصلة غاراتها الحربية على الشعب السوري بعد الانسحاب العسكري، وقتل المدنيين بالمئات والألوف من الأطفال والنساء، ونسيان الإعلام الروسي الحديث عن نتائج حرب روسيا ضد داعش، كل ذلك مؤشرات على تناقض في المواقف الروسية، واضطراب في القيادة العسكرية الروسية مما يجري في سوريا.
وقال إن "هذه التناقضات العسكرية ليست أقل من تناقضاتها في ادعاء البحث عن حل سياسي في فيينا ثم في جنيف3 دون نتائج ملموسة، أي أن القيادة الروسية قد تورطت في حرب قاسية لم تكن تتوقعها، كما أنها لم تكن تتوقع نتائجها وخسائرها، وهي بازدياد مطرد يوما بعد يوم".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!