ترك برس
على ضوء التحسن التدريجي في العلاقات بين أنقرة وموسكو والذي سيتوج بالزيارة المرتقبة للرئيس التركي أردوغان لموسكو في الأسبوع المقبل ولقاء الرئيس الروسي، استبعد محللون إسرائيليون أن يؤدي هذا التقارب إلى تخلي أردوغان عن مطلبه بإسقاط نظام بشار الأسد، أو أن يسمح بإقامة دولة شيعية إيرانية في الأجزاء المهمة في سوريا.
ولفت ألون بن دافيد محلل الشؤون العسكرية في القناة الإسرائيلية العاشرة إلى أن زيارة أردوغان تأتي في وقت تتفاقم فيه الخلافات بين أنقرة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بعد محاولة الانقلاب العسكري الفاشل، واتهامات تركيا لهما بعدم الوقوف بجانبها ودعم الانقلابيين والإرهابيين.
وفي مقال بصحيفة معاريف نشرته في عددها اليوم الجمعة وترجمته ترك برس كتب بن دافيد إن زيارة أردوغان بعيدا عن كونها استعراضا للقوة من جانب زعيم تجرأ على ترك وطنه بعد أسبوعين من محاولة انقلاب، فإنها تثير تساؤلات في الغرب عن استمرار التعاون التركي مع الغرب، أو تنازل أردوغان عن طموحه لإسقاط بشار الأسد.
وأضاف بن دافيد إن لدى أردوغان المبرر الذي يمكنه من الابتعاد المحتمل عن الغرب، حيث اتهم مسؤولون أتراك أجهزة الاستخبارات الأمريكية بأنها كانت على علم بالتحركات التي قادها فتح الله غولن مع أنصاره في تركيا وغضت الطرف عنها.
وشدد المحلل الإسرائيلي على أنه إذا اختار أردوغان سحب يده من سوريا في مقابل صداقة جديدة مع الروس، فإن ذلك يعني انهيار اتفاق المصالحة الذي وقعته تركيا مع إسرائيل الذي قام على أساس القلق المشترك لتركيا وإسرائيل من إقامة دولة شيعية إيرانية في الأجزاء المهمة مما كان يسمى سوريا على حد قوله.
من جانبه رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة تل أبيب، الدكتور يفيجني كلاوفر، أنه على الرغم من التقارب مع الروس في الفترة الأخيرة، فإن مصلحة أردوغان لا تزال السعي للوصول إلى حسم سياسي من جانب الغرب يؤدي إلى إسقاط بشار الأسد.
وأضاف كلاوفر في تحليل كتبه لموقع " أراب سينسور" أن أردوغان لديه مصلحة واضحة في إظهار الصراع في سوريا على أنه العامل الرئيس الذي أدى إلى أخطر أزمة للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية، وأن هذه المشكلة ترجع إلى نظام الأسد، ويستخدم هذه الورقة في مساومة الغرب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!