مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية - ترجمة وتحرير ترك برس

عاشت تركيا أكبر صدمة في تاريخها الحديث حين حاول أعضاء في تنظيم فتح الله غولن الإرهابي القيام بانقلاب عسكري في ليلة الخامس عشر من يوليو / تموز 2016 . ورغم ذلك تمكن الشعب التركي  البطل من إحباط هذه المحاولة الدنيئة بوقوفه، بالمعنى الحرفي للكلمة، وهو أعزل من السلاح في مواجهة الرصاص وقصف الطيران وقذائف الدبابات. وإلى جانب الشعب وقف رجال الشرطة والقوات الخاصة ورجال السياسة وفي مقدمتهم الرئيس رجب طيب أردوغان.

ونظرا لأنها بلد نجا من محاولة انقلاب فقد أذهلت تركيا الكثيرين بمرونتها السياسية. وعلى حين استبعدت الحكومة بشكل منهجي مدبري الانقلاب الكثير من المؤسسات الحكومية مثل قطاعات الجيش والقضاء والصحة والتعليم التي كانت مخترقة من قبل تنظيم فتح الله غولن الإرهابي، فإنها واصلت آداء وظائفها، وتمكنت من القيام بمهاما بالشكل المعتاد. وفي السياق نفسه ومما أثار دهشة الكثيرين أن الاقتصاد التركي أظهر مرونة كبيرة في أعقاب محاولة الانقلاب.

في اليوم التالي لمحاولة الانقلاب لم يكن هناك ذعر في الأسواق المالية. لم تفقد الليرة التركية إلا جزءا هامشيا من قيمتها في مواجهة الدولار الأمريكي،ولم يكن هناك تدافع على البنوك أو السندات المالية.  وفي الواقع كان تأثير محاولة الانقلاب في الأسواق المالية لا يكاد يلحظ. نجا الاقتصاد التركي من انتكاسات كبيرة خلال السنوات الأخيرة، وأثبت قدرته على التكيف، وهي حقيقة تتجلى بصورة أكبر في ضوء محاولة الانقلاب.

أدار صناع السياسة التركية الأزمة بهدوء ومهنية. وعلى حين اتخذت إجراءات فورية لتلبية احتياجات الأسواق المالية، فقد تم التأكيد بوضوح على أن الاقتصاد التركي سيواصل العمل ضمن قواعد السوق. وإلى جانب هذه التدابير السياسية فإن  وجود نظام مالي يعمل بشكل رائع، والمالية العامة القوية،ودينامية القطاع المالي، والعجز المعتدل في الميزانية العامة، كان ما ساعد الاقتصاد التركي على الصمود ضد محاولة الانقلاب الفاشل. 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!