ترك برس
شدد المفكر المغريبي والداعية الإسلامي "أبو زيد المقرئ الادريسي" على أن محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو/ تموز الماضي، ينطبق عليه قول الله تعالى "وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا".
جاء ذلك في مقابل مع وكالة الأناضول التركية للأنباء، حيث أضاف الادريسي أن تركيا وجدت فرصتها لمنع أي احتمال لرجوع العسكر للسلطة، وتعيد هيكلة الدولة وتأهيل المؤسسات وتستدرك الثغرات وتحمي المكاسب المدنية والديمقراطية، لكي تدخل مصاف الدول المحصنة من الانقلابات، ويصبح الجيش كما هو في كل الدول المتقدمة ناجحا في حماية حدوده وحراسة وطنه، ولكنه بعيد عن الشأن السياسي.
وأشار إلى أن الانقلاب الفاشل بتركيا كان يراد له أن يكون منعطفا سلبيا يغلق قوس الربيع العربي، رغم أن تركيا ليس بلدا عربيا، إلا أنها مساندة للربيع العربي، إيمانا منها بالديمقراطية التي بدأت تظهر في بعض الدول العربية، ولما فشل الانقلاب شكل الأمر منعطفا إيجابيا، ساهم في فتح القوس الذي كاد إغلاقه يسدل الستار على حلم الشعوب العربية في إدارة نفسها.
وتابع بقوله إن النجاح الذي سيترسخ في تركيا، له ثمنه، فالدول الغربية المنافقة بدأت بالتظاهر بالقلق على وضعية حقوق الانسان وما يسمى بين قوسين (انتهاكات)، في حين أن ما يحصل حاليا هو اقتلاع جذور الانقلاب حتى لا يعاود الكرة، وأول مستفيد من فشله هو الشباب العربي الذي مارس مع عموم المسلمين حركة رمزية في دعم الشعب التركي في تحركه.
واعتبر المفكر المغربي أن المستفيد الأول من إفشال الشعب التركي للانقلاب هو الربيع العربي، متوقعاً خروج الشباب العربي مجدداً للشوارع من أجل المطالبة بالكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، مشدّدا على أهمية زيادة الوعي في صفوف الشباب لتفادي مخططات "القوى الإمبريالية" في إجهاض أحلامهم.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 تموز/يوليو الماضي)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع منظمة "فتح الله غولن (الكيان الموازي)" الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!