أكرم كيزيلتاش – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس
طفا على السطح منذ أشهر قليلة ماضية حديث عن الممر الكردي من العراق الى البحر الأبيض المتوسط في الحدود الجنوبية للبلاد، لكن الأبعاد المستقبلية للمشروع لم ولن تتوقف عند هذا الحد، بل توجد هناك حسابات أخرى لكل الأطراف المعنية، كأن يتحول هذا الممر والكيان الكردي الى دولة على حدود تركيا وسوريا والعراق وإيران تُخرج إسرائيل من العزلة السياسية في المنطقة وتكون سبب ازعاج مستمر لجيرانها، كما يتمنى القائمون على هذا المشروع أن يكون هذا الممر مسلكًا آمنًا لنقل الطاقة من العراق عبره إلى البحر الأبيض المتوسط.
تختلف الحسابات السياسية والمصالح المرجوة من هذا المشروع عند الأطراف السياسية، ويريد الأكراد أن يظهروا بشكل جيد وهم يخفون نواياهم الحقيقية ويتصرفون بسذاجة الأطفال، لكن مشروعهم الذي سيستكمل هيمنة الدول العظمى على المنطقة منذ 100 عام يخفي بين طياته دكتاتوريةً وطغيانًا لحكم ووحدة كردية على حساب الأعراق الأخرى كالعرب والتركمان الذين يمثلون أكثرية في كثير من المناطق التي سيشملها حلمهم الرومنسي.
رومنسية كاذبة
يرى بعض من طُمس على قلبه هنا في الداخل التركي بأنه لا غضاضة ولا حرج في قيام دولة كردية لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب في جنوب البلاد، بل ويطلب وبكل صفاقة دعم تركيا لهذه الدولة وكأنه لا يعلم الطوامّ التي ستلحق بتركيا إن قبلت بنشوئها! يغلق عينه ويدعي البراءة وأنه لا يرى انقطاع علاقات تركيا بعمقها العربي إن تم إنشاء هذا الممر! وفي هؤلاء لا يجب أن ننسى الانقلاب الأخير، وأحداث 7 شباط/ فبراير، وأحداث حديقة غيزي، ومحاولة الانقلاب في 17-25 كانون الثاني/ ديسمبر، وتسريبات قافلة النقل والمخابرات.
بعد انتخابات 7 حزيران/ يونيو الماضي وتصعيد حزب العمال الكردستاني لأعماله الإرهابية، وبعد تناوب تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني وتنظيم فتح الله غولن الإرهابي بالأعمال الإرهابية التي تهدف إلى إخضاع تركيا وكسر إرادتها بأمر من "الأوامر العليا"؛ تحركت تركيا لتنفض الغبار عن نفسها ولتعلن عن بدء عمليات درع الفرات؛ فاتحة بذلك مرحلة جديدة تكون الكرة حينها في ملعبها وبإرادتها...
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس