أكرم كيزيلتاش - صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس
عندما نتحدث عن منظمة غولن، فإنّ من أكثر ما يثير فضولنا هو الحراك المالي لها، وهذا الحراك المالي ليس بسيطا، وليس واضحا في ذات الوقت، هناك من يتحدث عن 50، 100، وحتى 150 مليار دولار ميزانية منظمة فتح الله غولن.
كلنا تابعنا التقارير التي تتحدث عن الأموال التي تنفقها الجماعة على الحملات الانتخابية لهيلاري كلنتون، وعن الهدايا الثمينة التي تقدم للشخصيات الهامة في الولايات المتحدة الأمريكية. كما نعلم بأنّ للمنظمة أنشطة وفعاليات في 170 دولة، ووجود مدارس لهم في كل هذه الدول، لا يعني أنهم يريدون فقط إدارة الحُكم في تركيا.
كما أنّ افتتاح هذه المدارس في كل هذه الدول والحصول على التراخيص اللازمة لم يكن بدون رشاوى على الأغلب، ونحن نعلم حديث رئيس هذه المنظمة عن "شراء واستخدام الأشخاص".
وجود أكثر من 3000 مدرسة لمنظمة غولن في 170 دولة يشكل جزءا بسيطا من فعاليات المنظمة، ليس ثلاث مدارس، ولا ثلاثين، وليس ثلاثمائة، وإنما ثلاثة آلاف مدرسة، في مختلف الدول المتطورة والنامية، الغنية والفقيرة، هذا ليس بالأمر السهل.
وهذه المدارس تكون في أرقى الشوارع، وأرقى الأماكن في تلك الدول، وبناياتها تكون في غاية الروعة، وتكون مجهزة بأفضل هيئة تدريسية، لأنّ هذه المدارس هدفها اصطياد أطفال الطبقة "الدسمة".
كنا نحن في السابق نتحدث بأنّ هذه المدارس ستساهم في بناء أصدقاء لتركيا في تلك الدول، ومسؤولين فيها يستطيعون التحدث باللغة التركية. وكان أولمبياد اللغة التركية الذي يُعقد في تركيا كل عام، وفيه أطفال من مختلف دول العالم يلقون شعرا وقصائد باللغة التركية، كان هذا القسم الاستعراضي، لأنّ لغة التدريس في المدارس كانت الإنجليزية، واللغة التركية من الدروس الاختيارية فيها.
كانت ولا تزال قضية منابع الأموال للمنظمة موضع تساؤلات، ومع أنّ المنظمة تتحدث دوما عن جمع التبرعات والهمة والمنح وتجمع التبرعات للأضاحي، وتقتطع أموالا من موظفيها، وأنّ تكاليف الدراسة في مدارسها مرتفعة، لكن في المقابل الهيئة التدريسية تأخذ معاشات منخفضة... إلا أنّ كل هذا لا يفسر حجم الأموال الضخمة التي تملكها المنظمة، وتنفقها على عناصرها وعلى أنشطتها.
نستطيع القول بأنّ هناك جهة ما، تنفق على المنظمة، لأنها تهدف إلى استغلال الطلبة الذين يدرسون في مدارسها، وتنتظر منهم تنفيذ مهمات مستقبلية، وهذا يُثبت بأنّ المنظمة ليست منظمة دينية بقدر أنها منظمة تستخدم الدين. وظهر ذلك جليا في المحاولة الانقلابية ليلة 15 تموز/يوليو، حيث استخدمت المنظمة مواضيع التعليم والتدريس كغطاء لتحقيق أهدافها.
اعتقد أنّ القضية الأهم التي يجب معرفتها حول منظمة غولن الآن، هو المصدر الذي يغذيها بكل هذه الأموال للقيام بأنشطتها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس