ترك برس
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية بعد بدء عملية درع الفرات أنها تقف إلى جانب تركيا وتدعمها في تحركها ضد الإرهابيين من أجل تأمين حدودها، وكانت ترجمة ذلك الدعم الجوي الذي قدمه التحالف الدولي لمحاربة داعش.
ورأى الكاتب التركي تونجا بينجين أن توترًا ظهر في العلاقة الأمريكية التركية بعد توجيه تركيا لمدافعها نحو وحدات الحماية الشعبية، التي كانت قد حذرتها من قبل بضرورة عدم تجاوز نهر الفرات باتجاه الغرب.
وأشار بينجين إلى أن أمريكا غضت النظر عن التحرك التركي في البداية إلا أنها استنكرت بعد ذلك التحرك التركي نحو منبج، ولذلك لرغبتها في عدم خسارة أحد حلفائها الاستراتيجيين المهمين في سوريا التي كانت محرومة من إيجاد موطئ قدم فيها.
وحذر بينجين الحكومة التركية من المخاطر التي قد تضر بتحركها نتيجة الفخ الذي قد تنصبه الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن عدم مد القوات الأمريكية للقوات التركية بغطاء جوي بعد تعرضها من هجوم من حزب الاتحاد الديمقراطي بسلاح أمريكي فيه دلالة على ذلك.
ورأى الكاتب التركي أن هناك آليات يُتوقع أن تقوم بها الولايات المتحدة لتعطيل التحرك التركي في شمال سوريا، وهي كما يلي:
ـ معلومات استخباراتية خاطئة: "استخدمت الولايات المتحدة هذه الآلية مع أكثر من دولة حليفة لها ومع تركيا أيضًا أكثر من مرة، لذا لا بد من التدقيق في المعلومات الاستخباراتية التي توفرها أمريكا للأهداف الجوية، خاصة تزويد تركيا بمعلومات خاطئة قد تودي بحياة الأطفال والمدنيين، هذه المعلومات ستشوه سُمعة تركيا الإنسانية التي تحاول بناءها منذ فترة طويلة."
يقدم بينجين مثالًا على ذلك، وهو تزويد الولايات المتحدة المملكة العربية السعودية بكم هائل من المعلومات الاستخباراتية التي تسببت في استهداف السعودية لعدد من المستشفيات المدنية، داعيًا تركيا إلى التحلي بالحذر الشديد.
ـ استخدام الإرهاب أداةً لتحقيق بعض الأهداف: "أغلب الضربات الجوية التي تتم من قبل التحالف، ما هي إلا استعراضية تنم عن رغبة شديدة لدى العديد من دوله للإبقاء على داعش حية لاستخدامها بشكل تكتيكي لإحراز بعض الأهداف، وإن لم تستخدم هذه القوات داعش، فإنها تسمح للأسد باستخدامها دون أي معارضة، وقد بدا ذلك جليًا أثناء سيطرة داعش على تدمر."
وإلى جانب ذلك، يوضح بينجين أن الولايات المتحدة تستطيع دخول الرقة وقتل مسؤول تمويل داعش بكل سهولة، ولكنها لا تستطيع استهداف قافلة عسكرية لداعش تسير في الصحراء!
وبحسب بينجين، فإن على تركيا الحذر من الوقوع في فخ الاستخدام من قبل الولايات المتحدة كأداء في مراوغتها للتخلص من داعش بشكل نهائي.
ـ هدف الإبقاء على الأسد: "الإبقاء على الأسد كالإبقاء على داعش ولا فرق في ذلك. أمريكا تستخدم الأسد بهدف تعطيل تحرك الجيش الحر نحو شمال سوريا، وظهر ذلك في السماح للأسد بارتكاب أبشع الجرائم في شمال حلب دون أي استنكار إعلامي حتى، هذه الجرائم حالت دون تمكن الجيش الحر من تحرير الباب ومن ثم جرابلس فمنبج.
ووفقا ً لبينجين، بما أن تركيا دخلت إلى جرابلس، يجب عليها دعم الجيش الحر بشكل قوي، ويجب عليها الحذر من فخ التغاضي الأمريكي عن أي جريمة للأسد الذي يمكن أن يستهدف المناطق المحررة، ويجب عليها صد أي تحليق لطائرات نظام الأسد فوق المناطق المحررة من قبل الجيش الحر وبدعم منها.
وثمن بينجين الموقفين الروسي والإيراني الداعمين لوحدة سوريا، الذي تشترك فيه تركيا، موضحًا أن الخطر الأكبر على الحل في سوريا يكمن الخطط الأمريكية التي لا تأخذ بعين الاعتبار سوى مصالحها.
ودعا بينجين في مقاله بصحيفة ملييت "يجب على تركيا الحذر من السقوط في الفخ!" تركيا إلى الحذر، مشيرًا إلى أنها تعرضت لعدة مراوغات أمريكية في الماضي، وعليها الاستفادة من تلك الدروس.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!