علي نور كوتلو – يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس
يحق لنا أن نفتخر بأن لنا قائدًا يملك من الجرأة أن يقف في اجتماع الأمم المتحدة وأمام عيون العالم أجمع ليطرح ويتحدث عن حقائق لم يخطر ببال أحدهم أن يتجرأ ويتكلم عنها.
كانت الكلمات التي قالها أردوغان في اجتماع الأمم المتحدة كالتالي: "إننا نعمل وفي كل فرصة ممكنة على تذكير العالم أجمع بحقيقة أن عالمنا "أكبر من خمس دول" فقط. لا يمكن أن نحكم العالم كله بين بنتي شفة هذه الدول الخمس. لا يمكن لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يحقق العدالة والعدل إذا لم يمثل دول العالم أجمع. إذا فكر كل منا "ما الذي سيحدث لو رفعت صوتي وتحدثت" عندها خسرنا جميعا واحترقت ورقتنا. يجب على السياسي أن يتمتع بالقوة ويتحمل المسؤولية ويرفع صوته بالحقيقة التي يؤمن بها ويقف خلف هذه الحقيقة ويدافع عنها".
صوت المظلوم في وجه الهيمنة العالمية
هذه الجمل القليلة كافية لأن تعبر عن نار الظلم وعن مشاعر النقمة على العدالة العالمية التي تفور في قلوب الشعوب المسحوقة في العالم أجمع. فما هذه الكلمات ما هي إلا انعكاس خارجي وتعبير عن مشاعر النقمة والغضب التي تغلي في نفوس الشعوب المسحوقة والمحتلة والتي تتعرض للنهب والاحتلال والاستبداد والسرقة على يد الأغنياء والأقوياء وأصحاب السلطة والنفوذ في هذا العالم.
في الحقيقة إن كل دول العالم تقريبا باستثناء الدول الخمس الكبرى غير راضية عن النظام العالمي هذا ولا يقبل به بل ويعارضه، فكيف لها أن تقبل بأن تتحكم خمس دول فقط بمصير هذا العالم ومستقبله؟
فكيف لها أن تقبل بأن تكون خمس دول فقط هي من تقرر حياة مئات الألوف من البشر أو موتهم؟ فاستمرار المذابح في سوريا ومئات الألوف من الأبرياء الذين فقدوا حياتهم في العراق واليمن وليبيا هو نتيجة عدم سماح هذه الدول الخمس بإنهاء الحروب في تلك المناطق.
ولهذه السبب يتحرق قلب البشرية حنقا على هذا الظلم الجنوني. فما أكبره من حزن وما أعظمها من دراما أن يقف أحدنا بلا حول ولا قوة يشاهد موت أحبائه وانتقالهم إلى العالم الآخر دون أن يتمكن من تغيير ساكن ودون أن يتمكن من رفع الظلم والعدوان أو أن يواجه هذا النظام العالمي الظالم.
الجميع يبحث عن عالم جديد
وهذا هو السبب وراء سعي الجميع وراء دنيا وعالم جديد، فلا يمكن لهذا العالم أن يستمر بالنظام الذي هو عليه الآن، ولا يمكن لعجلة الدنيا أن تسير، فعالم يخلو من العدل والعدالة والإنصاف يتعارض مع الإنسانية ويدفعها لوضع نقطة نهاية للحال، فإن لم يكن اليوم فغدا بكل تاكيد ستعمل الإنسانية على هدم بنيان نظام الظلم والجور.
هذا النظام الجائر الذي كان السبب الرئيس وراء الحروب والاحتلال والمجاعات والنهب والاستغلال.
فهذا النظام العالمي هو السبب الذي جعل كل مولود جديد في أفريقيا محكوم بالمجاعة والضنك. وجعل كل طفل في الشرق الاوسط محكومًا بأن يكبر وحيدًا دون أم أو أب في أرض معركة ووسط معمعة حرب. وهذا النظام العالمي هو من يدفع بالأبرياء ليلقوا بأنفسهم في مياه البحر المتوسط بحثا عن حياة أفضل لتكون مياه هذا البحر هي قاتلهم وهي الكفن الذي يلف أجسادهم. وهو من حكم كل طفل من مناطق آسيا بأن يكون عبدا وخادما في المصانع... ولهذا السبب يسعى الجميع للتخلص من هذا النظام ولهذا السبب كذلك يبحث الجميع عن نظام جديد. فالأمم التي احتلها وسرقها ونهبها الغرب تريد عالما جديدا لا يتعرض فيها أطفالها وأبناؤها للسرقة والنهب.
لا بد من نهاية لهذا النظام الجائر
إن لم يكن اليوم فغدًا أو في يوم آخر سيعلن العالم العصيان على هذا النظام وسيقف في وجهه. فستأتي علينا أجيال أوقفت حياتها وعمرها للتخلص من هذا النظام بكل ما فيه من ظلم وللخلاص من هذا النظام بكل ما فيه من العنف والقسوة واللارحمة، وإن كانوا لا يعلمون طبيعة النظام العالمي الجديد الذي سيعملون على إنشائه وإن كانوا يجهلون كذلك طبيعة العالم الذي سيبنون.
أما نحن، الشعوب المظلومة والمسحوقة والمستثناة والتي سرقت حقوقها... إن لم نفعل شيئا حقيقيا الآن فيكفينا أننا نصرخ في وجه ظلم النظام وفي وجه القسوة والظلم.
الأذان الذي نقرأه في أذن أطفالنا يصدح في مجلس الأمم المتحدة
في وقت التزم فيه الجميع بهذا العالم بالسكون والصمت وخاف الجميع من تناول هذا الأمر، يأتي أردوغان ليرفع صوته متحدثا عما يدور في قلوبنا من غضب وتمرد على هذا النظام العالمي.
لقد قال الحقيقة رغم علمه أن الفاتورة ستكون محاولة انقلاب وهجومات إرهابية وحروبًا ندفع ثمنها نحن، صوت أردوغان هذا بمثابة الأذان والتسابيح التي نقرؤها في أذن الأبناء لتكون محركة ودافعة لهم للخروج على ظلم هذا النظام العالمي.
سيكبر الأبناء في يوم ما وسيصبحون أقوياء وسيتذكرون هذا الصوت وهذه الكلمات التي لُقنت في آذانهم، عندها سيقولون حان موعد الثورة والعصيان للخلاص من النظام العالمي الظالم الذي سحق الآباء والأجداد.
سيطالبون بالعدل والعدالة فقط وسيتمكنون من بناء عالمهم الجديد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس