ترك برس
صرح نائب حزب العدالة والتنمية عن مدينة ماردين "أورهان مير أوغلو" بأن عناصر حزب العمال الكردستاني - المصنف على لائحة الإرهاب في تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية - انتظرت نجاح محاولة الانقلاب لإعلان دولتها المستقلة ذاتيًا في جنوب شرقي تركيا، ولكن الإرادة الشعبية التي دحرت المحاولة الخائنة أفشلت مساعيهم.
وأوضح مير أوغلو، في لقاء حصري مع موقع الجزيرة ترك، أن الانقلابيين كانوا على تواصل مباشر مع عناصر حزب العمال الكردستاني التي تحركت في المدن الجنوبية الشرقية بالتوازي مع تحرك الآليات العسكرية في المدن الكبرى، مشيرًا إلى أن مصادر خاصة أكّدت أن عناصر الكردستاني انتشرت من جديد وبشكل مكثف على مداخل المدن والقرى بالتزامن مع بدء محاولة الانقلاب، ولكن تم فض نقاطهم والقضاء عليها في اليوم التالي لمحاولة الانقلاب الفاشلة.
وفور سماعه عن وجود محاولة انقلاب، انطلق مير أوغلو مع ابنته إلى مبنى البرلمان التركي، سعيًا منه للمشاركة في دعم زملائه النواب المدافعين عن شرعيتهم أمام وابل الصواريخ والقذائف التي أطلقها الانقلابيون تجاه البرلمان، حسبما قال للجزيرة ترك.
وأشار مير أوغلو إلى أنه يذكر جيدًا الانقلابات العسكرية السابقة، واصفًا محاولة الانقلاب الأخيرة بأنها هي الأشرس على الإطلاق، والتي لا يمكن وصفها بأنها محاولة انقلاب بل هي محاولة احتلال واضحة.
وكشف مير أوغلو عن أن التعاون المباشر أو غير المباشر بين جماعة غولن وحزب العمال الكردستاني يمكن استنباطه بالنظر إلى مستوى النجاح الذي حققه الجيش في السيطرة على أغلب مناطق الجنوب الشرقي دون خسائر بشرية تذكر، فقبل محاولة الانقلاب كان يسقط يوميًا شهيد أو شهيدان أو أكثر ولكن اليوم بفضل القضاء على عملية التنسيق بين عناصر الكردستاني وعناصر غولن المتغلغلة داخل أركان الدولة تكللت العمليات العسكرية بالنجاح.
وحسب مير أوغلو، فإن مشاورات السلام التي كانت تتم بين "عبد الله أوجلان" ووفد حزب الشعوب الديمقراطي طغى عليها حديث أوجلان بكل ثقة عن محاولة الانقلاب، وقد يكون استفاض أوجلان حسب مير أوغلو لعلمه بحجم تغلغل جماعة غولن داخل مؤسسات الدولة أو من خلال تواصل عناصره مع بعض عناصر غولن، وبالنظر على إقدام أتباع غولن على محاولة الانقلاب يرى مير أوغلو أن فكرة تواصل أتباع أوجلان مع أتباع غولن هي الأرجح، مضيفًا أن "من يستهين بقتل المدنيين لن يتورع عن التعاون مع منظمة إرهابية".
وبالرجوع إلى إعلان الحزب الكردستاني استقلاله الذاتي بالتزامن مع محاولة الانقلاب، أكّد مير أوغلو أن قسمًا كبيرًا من القوات العسكرية التي كانت تحارب عناصر حزب العمال الكردستاني في مدينة ديار بكر التي تعد عاصمة الإقليم، شاركوا بمحاولة الانقلاب من خلال الطائرات العسكرية وتوجه عدد كبير منهم إلى المطار العسكري للتحليق بالطائرات العسكرية الخاصة بنقل الأفراد نحو مدينتي أنقرة وإسطنبول، مضيفًا أن هذا يعني أن عددًا كبيرًا من القوات العسكرية كانت على وشك مغادرة المدينة لولا اعتراض المواطنين المخلصين والشرطة طريقهم أثناء تنقلهم من القواعد إلى المطار، ولو تركت فعلًا هذه القوات نقاطها هناك ودعمت محاولة الانقلاب وأنجحتها، ألن يكون هناك فراغ أمني واضح في إقليم جنوب شرق تركيا سيستغله عناصر حزب العمال الكردستاني التي ستنعم بالسيطرة على مناطق واسعة تعلن فيها استقلالها الذاتي هناك؟ مستغلةً حالة الضعف التي كانت ستصيب الجيش والدعم الكبير القادم من عناصر غولن الذين ثبت استعدادهم للتضحية بالوطن من أجل تحقيق مآربهم، بالإضافة إلى الدعم الوافر القادم من عدة دول خارجية.
وفيما يتعلق بعملية السلام، نوّه مير أوغلو إلى أن جماعة غولن المتغلغلة داخل الدولة هي العنصر الوحيد الذي عارض عملية السلام بشكل سافر، إذ قام باغتيال بعض عناصر حزب العمال الكردستاني في أوروبا ومن ثم عمل في السابع من شباط/ فبراير عام 2012 بمحاولة اعتقال لرئيس جهاز الاستخبارات "هاكان فيدان"، بغية إجهاض عملية السلام، ولكن إرادة الحكومة في إتمام العملية انتصرت على محاولات جماعة غولن الفاشلة، واليوم بالرغم من حجم التهديدات الخارجية التي تواجهها تركيا، والتي تشتت طاقة الحكومة بشكل أو بآخر، إلا أن الحكومة ورئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان يصران على تنفيذ عملية "إعادة التأهيل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي" للإقليم الذي سيجد فيه الشاب الكردي حقوقه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، ومن ثم سيتم إنقاذ هذا الشاب من الانزلاق نحو صفوف حزب العمال الكردستاني.
وأضاف أن كمًا هائلًا من العشائر الكردية تدعم عملية السلام التي تعمل الحكومة على تحقيقها، مبينًا أن القضاء على الحاضنة الاجتماعية لحزب العمال الكردستاني ومحاربته عسكريًا وسياسيًا وإعلاميًا سيعود على المناطق ذات الكثافة الكردية بالأمن والسلم.
وخلص مير أوغلو إلى أن جماعة غولن كانت بمثابة التحدي الكبير أمام الحكومة لإتمام عملية السلام، واليوم توجد بعض التهديدات الخارجية ولكنها ما دامت خارجية فلا تشكل خطرًا بحجم الخطر الداخلي، موضحًا أن الحكومة بدأت تنفيذ خطتها من خلال المشاريع الاقتصادية وما سيعقب هذه الخطوة من بناء عدد كبير من النقابات والجمعيات والنوادي الرياضية وغيرها من المؤسسات التي تحتضن الشباب الأكراد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!