سيفيل نوريفا - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس
إن الاتفاق بين تركيا وروسيا الذي نتج عن قمة الطاقة المعقودة في إسطنبول سوف يخدم التطورات السياسية البديلة والتي تصب في مصلحة تركيا، وهذا لا يعني فقط الحفاظ على أمن الطاقة التركية بل أمن طاقة الاتحاد الأوروبي أيضا، بالإضافة إلى الدور الذي حملته تركيا على عاتقها في مجال الطاقة، وفي المرحلة القادمة سوف ينتج عن ذلك مشاريع مشتركة أخرى لتركيا مع إيران وتركمنستان.
أيضا واحدة من الخطوات المهمة بالنسبة لتركيا هي مرور الغاز الإيراني إلى كل العالم عن طريقها، وصحيح أن إيران ليست متحمسة لهذا، لكن العلاقات التركية-الروسية واتفاقهما بشأن مشروع الغاز سوف يؤدي للانفتاح على إيران.
هذا النوع من مشاريع الغاز الكبيرة التي يجب أن نقوم بها في الشرق الأوسط لكي نصبح قوة كبيرة لها تأثيرها في المنطقة، كما نرى أن الدور التركي في سوريا يزداد ويكبر إذ نجحت القوات المسلحة التركية بالتعاون مع فصائل الجيش الحر بتطهير منطقة دابق من داعش وهذا كله يعود إلى قمة الطاقة والاتفاقيات الناجمة عنها.
تخطت حكومة بغداد حدودها في البيانات الصادرة عنها ضد تركيا بخصوص موضوع تطهير الموصل من داعش، أما تصريحات أمريكا بهذا الموضوع فتدل على موقفها التراجيكوميدي: "الشعب العراقي هو الذي يحدد من يدخل أو لا يدخل إلى الموصل".
يدل رد أمريكا (التي دمرت دولة العراق) على إعلان تركيا قيامها بعملية تطهير الموصل من داعش على أن وراء المسألة لغز كبير، فهل يا ترى أمريكا أخذت إذن من شعب العراق عندما دمرت العراق وأسقطت نظام صدام؟ والآن كل ما لا تستطيع التفوه به، تحاول قوله على لسان العبادي.
نعم هنا يجب عدم نسيان إيران وملاحظة أن تمنيات أمريكا وإيران متقاربة جدا، فكلاهما يرى أن التواجد التركي في العراق مشكلة ويقلق من هذا الأمر "إن دخلت تركيا فلن تخرج".
كلنا يعلم عدم جدية أمريكا في التعامل مع تهديدات داعش في العراق، والآن تطهر تركيا بعملية درع الفرات مناطق سورية من سيطرة تنظيم داعش، وبهذا الشكل سوف تحمل تركيا على عاتقها حملة التطهير هذه ولهذا هم منزعجون من ذلك ولهذا يهذي العبادي ويتفوه بتصريحات ضد تركيا وقائدها.
نحن نرى مدى استعداد أمريكا للتحرك قبل صدور نتائج الانتخابات الرئاسية آخذة بعين الاعتبار المعادلة الجديدة بين تركيا وروسيا، وبالنسبة لتركيا فإن موضوع حلب واحد من أهم المواضيع، ونحن نعلم عدم توافق مواقفنا مع روسيا بخصوص حلب، كما أننا لم نسمح لها ببناء دولة كردية على الحدود التركية فمن الضروري وجودنا في أي اتفاق يحصل بخصوص حلب.
وحسب معطيات من مصادر من خلف الكواليس في روسيا يتضح لنا أن بوتين يثق بأردوغان جدا حتى قبل الأزمة بينهما وأن درجة الثقة هذه ترتفع مع مرور الوقت، وهذا دليل واضح على ذكاء مواقف الرئيس أردوغان.
وهذا بيان من الكرملين: "يمكننا أن نُركّب نظام دفاع جوي في تركيا"، وبدون شك فإن مهندس هذه التطورات الإيجابية هو أردوغان، بتحويله للأزمة إلى نصر، وهذا مؤشر على سير الأحداث بشكل إيجابي للأمام.
من الآن فصاعدا لن تنحاز تركيا إلى طرف معين بل ستحدد مواقفها حسب الأوضاع والمصالح، وستظل الأمور المتّفق عليها مع أمريكا كما ستظل ثابتة على مواقفها في الأمور المختلف بشأنها، لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد أمور مشتركة بيننا، وينطبق هذا المنطق أيضًا على روسيا، أما علاقتنا بإسرائيل فربما علينا إعادة النظر فيها.
من الطبيعي أن لا تصمت تركيا تجاه مسألة الإرهاب الحاصلة في سوريا والعراق، فأمريكا تحاول جاهدة حصر تركيا في الزاوية وأي عمل مشترك معها لا يؤدي إلى النصر، وفي الحقيقة نحن في مواجهة زيادة في عدم الثقة بيننا وبين أمريكا.
وبالمناسبة فقد ظهرت على وسائل إعلام بعض الأخبار والتعليقات بخصوص أحداث 15 تموز مثل: "روسيا كانت تعلم بمحاولة الانقلاب" و"الطائرات الروسية كان لها الفضل في عدم ضرب الإنقلابيين لطائرة الرئيس أردوغان" وهذه أخبار يجدر الاطلاع عليها.
بالإضافة إلى الأخبار التي تناولت المحلل الروسي "ألكساندر دوغين" بدعوته للجنة التحقيق في محاولة الانقلاب وكأنه على علم بحدوث الانقلاب من قبل وبخصوص هذا الشيء تناقل هذا الخبر: "جاء إلى أنقرة لنقل تفاصيل الموضوع إلى أردوغان".
لو كان بوتين يعلم بهذه المعلومة من قبل لماذا قال بعد أحداث 15 تموز: "إن طائرتنا ضربت من طرف أمريكا عن طريق تنظيم غولن"، وهذا يعني أن بوتين ساعد في كشف حقائق أحداث 15 تموز، بالإضافة إلى أن ألكساندر دوغين ليس هو الشخص المكلف بلعب دور وساطة بهكذا قضايا جدية بين روسيا وتركيا وحتى بوجود أزمة بين البلدين، ولهذا فيجب تقييم الوضع من جديد والحذر وبخاصة حول إطار علاقة دوغين بتركيا.
عند القيام بأي تعليق يجب الأخذ بعين الاعتبار أن هذا ليس موجها للأشخاص بل يساهم في مصلحة الوطن.
من الضروري عدم نسيان أو عدم تناسي أن الفضل بصد محاولة إنقلاب يعود لقائد الدولة التركية أردوغان وشجاعة وجسارة الشعب التركي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس