ترك برس
أشار تقرير لوكالة الأناضول للأنباء الرسمية في تركيا إلى أن القلق ينتاب الكثيرين حيال تكرار الجيش العراقي سيناريو 2014 مجدداً، والانسحاب من مدينة الموصل شمال البلاد دون قتال، في حال استجمع تنظيم "داعش" قواته وقرر العودة إلى المدينة.
وأوضح التقرير المعنون بـ"ستة أسباب تجبر تركيا على التدخل في التطورات بالموصل"، أن تنظيم "داعش" تمكن قبل عامين وعبر بضع مئات من مقاتليه القدوم من سوريا، وفرض سيطرته على مدينة الموصل خلال ساعات، وتوسيع نفوذه في المناطق الأخرى المجاورة للمدينة.
وأضاف: "خلال هجوم مقاتلي التنظيم صيف 2014، على الموصل فر الجيش العراقي المكون من نحو 60-70 ألف جندي من المدينة دون قتال تاركاً كل شيء خلفه. وقد تمكن التنظيم من مضاعفة قوته في سوريا والعراق، عقب حصوله من الجيش العراقي على أسلحة متطورة، ومركبات مدرعة، وذخائر تكفيه لسنوات".
ووفقًا للتقرير فإنه "لا توجد أي ضمانة لعدم تكرار فضحية مماثلة، حتى وإن تمكنت القوات العراقية المدعومة أمريكياً من استعادة السيطرة على الموصل. ومن الواضح أن الخطة الحالية لعملية تحرير الموصل، تقضي بشن هجوم على المدينة من ثلاث محاور(الجنوبية والشرقية والشمالية) وترك الجهة الغربية لتكون ممراً لهروب عناصر التنظيم بأمان إلى سوريا".
كما أشار التقرير إلى أن الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003، وإبعاد واشنطن العرب السُنة عن إدارة البلاد، وتسليم السلطة للكتل الشيعية وحدها، مهد الطريق لحدوث حرب طائفية، حيث قُتل مئات الآلاف في العراق جراء ذلك.
وشدّد على أن مدينة تلعفر بمحافظة نينوى، التي تعتبر أكبر قضاء في العراق، شهدت مسرحاً لحرب دامية، خلال عامي 2005- 2006 بين تنظيم القاعدة، والميليشيات الشيعية المتطرفة، حيث دخلت الانقسامات والخلافات المذهبية بين مئات الآلاف من التركمان من سكان المدينة.
ويبدو أن تعهد الولايات المتحدة الأمريكية بتسليم مدينة تلعفر خلال عمليات تحرير الموصل إلى الميليشيات الشيعية، تشير إلى بوادر حدوث حرب انتقامية وضغوطات ستمارس على السُنة، وفقًا للتقرير.
ومن ناحية أخرى فإن الموصل معروفة بأنها كانت تضم أكبر عدد من الضباط الأمنيين في عهد نظام البعث (نظام صدام حسين)، وإحدى مراكز المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الأمريكي، وتمتع سكانها بقابلية عالية في التنظيم.
وقد تدفع ضغوطات القوى الشيعية في الموصل، إلى ظهور تنظيمات إرهابية شبيهة بداعش، ومجاميع مقاومة جديدة، وإن هذا الوضع يُهدد تركيا بقدر ما يشكل تهديداً للعراق وسوريا. وفي الطرف الأخر فان الحرب الطائفية التي نشبت بعد 2003 في العراق، أصبحت العدو الذي يلتهم العالم الإسلامي من الداخل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!