ترك برس

أعلنت وزارة الطاقة والمصادر الطبيعية التركية في تقريرها الخاص بمصادر الطاقة المتجددة وغير المتجددة في تركيا أن تركيا تعاني من نقص واضح في مصادر الطاقة غير المتجددة، حيث بيّنت أنها تنتج أكثر من 2 مليون ونصف المليون طنًا من الفحم الحجري، إلا أن ذلك يُغطي فقط 10% من مجموع احتياجها الأساسي وأنها تضطر لاستيراد ما يقارب 21 مليون طن سنويًا لتغطية ما تحتاج إليه، ومن المتوقع أن ينفد الفحم الحجري في تركيا بعد 27 عامًا من الآن.

أما فيما يتعلق بالنفط، فتّؤكد الوزارة أن تركيا تنتج سنويًا 2.2 مليون طن من النفط، وذلك لا يعني شيئًا مقابل حاجتها لـ28 مليون طن سنويًا لسد حاجتها.

وعن الغاز الطبيعي المُسال، نوّهت الوزارة إلى أن تركيا تنتج 514 مليون متر مكعب سنويًا، بينما يصل استهلاكها في العام الواحد إلى 40 مليار متر مكعب، مبينةً أن احتياطي الغاز الطبيعي في تركيا يبلغ 6.3 مليار متر مكعب، وفي حال لم يتم اكتشاف احتياطي جديد فإن هذه الكمية ستنفد بعد 13 عامًا.

وأخيراً عن المعادن المشعة "اليورانيوم والثوريوم" التي ينتج عن تفتت ذراتها ما يُعرف باسم "الطاقة النووية"، فإن تركيا لا تملك أي منجم فاعل لها ولا مفاعلات نووية نشطة، نتيجة لافتقارها إلى مصادر الطاقة على حد ما توضحه الوزارة، التي أكّدت أن تركيا تسعى بالتعاون مع روسيا إلى تأسيس مفاعل نووي في مرسين لإنتاج الطاقة النووية السلمية.

افتقار تركيا لمصادر الطاقة غير المتجددة وتبعيتها الملحوظة للدول الأخرى دفعتها إلى النظر في الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة المائية والشمس والرياح، وقد أولت الحكومة التركية الطاقة المائية اهتمامًا كبيرًا بسبب تكلفتها المناسبة ووجود عدد كبير من السدود المائية في تركيا.

ويُرجع الخبراء تشييد تركيا لعدد من السدود إلى أنهرها العميقة وضيقة المسار التي توفر البيئة المناسبة لتشييد السدود والاستفادة منها في توليد الطاقة.

ومن السدود التي عملت تركيا على تشييدها في هذا الإطار سد أتاتورك الذي يُعد واحدًا من أكبر السدود في العالم.

وُضِع حجر الأساس لسد أتاتورك في عام 1983 وانتهت عملية إنشائه في عام 1992. يقع السد على نهر الفرات، ويبلغ ارتفاعه 169 مترًا، ويتمتع بقدرة استيعابية تمكنه من إنتاج 162 مليار كيلو واط من الطاقة الكهربائية سنويًا.

وفي الآونة الأخيرة، رأت مديرية المياه التابعة لوزارة الطاقة أن سد أتاتورك له القدرة على توفير حاجة تركيا من مياه الشرب والري لسبعة أعوام.

وأوضح "أوغوز كاساب" مدير منطقة 15 التي يقع فيها سد أتاتورك في حديث لوكالة الأناضول أن السد استُخدِم أولًا في عملية إنتاج الكهرباء، وقد أدى دورًا مهمًا في إنعاش الاقتصاد التركي، حيث مد البلاد بالطاقة الكهربائية ومياه الري والشرب، الأمر الذي عاد بنتائج إيجابية على قطاعي الصناعة والزراعة بشكل خاص.

وأضاف كاساب أن سد أتاتورك يعد السد الخامس على مستوى العالم من حيث مساحته وارتفاعه، مبينًا أن الطاقة الكهربائية التي ينتجها السد تعود على الاقتصاد التركي بـ1.5 مليار ليرة تركية تعادل نصف مليار دولار سنويًا.

وأكّد كاساب أن السد يغطي حاجة ولاية ماردين بـ100 مليون متر مكعب من المياه، وبلدة سوروج التابعة لولاية أورفا بـ60 مليون متر مكعب، مضيفًا أن السد يحتوي اليوم على 47 مليار متر مكعب من المياه، وهذا يكفي لتغطية حاجة تركيا كاملة لعام كامل.

وكشف كاساب عن أن السد يساهم في ري 9 ملايين و320 ألف دونم، مشيرًا إلى أن التصميم الجميل للسد يجذب سنويًا حوالي 70 ألف سائح.

ويُذكر أن تركيا تحتوي على 504 سدود منتشرة في جميع أنحائها، 203 منها تعد كبيرة ومشيدة على شكل بحيرات اصطناعية، إلا أن وزارة الطاقة تؤكّد أنها ما زالت بحاجة إلى تشييد المزيد من السدود للوصول إلى الحد المقبول لأمن المياه الاستراتيجي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!