إنجن أردتش – صحيفة صباح ترجمة وتحرير ترك برس
أخيرا قرر مؤيدو فتح الله غولن تشكيل وتأسيس حزب، لكن اسمه حتى الان غير معروف (على كل حال لن يكون اسمه FP "حزب فتح الله")، وربما الشخصية الاقرب لتولي رئاسة الحزب الجديد هي "إدريس بال".
لا شك أنّ أعضاء الحزب المتوقعين، سيكونون من الأعضاء الذين انفصلوا مؤخرا من حزب العدالة والتنمية، حالهم حال "إدريس بال"، وأبرز هذه الاسماء ستكون "هاكان شوكور" و"ارتوغرول غوناي" وغيرهم.
النقطة الخطيرة هنا هي ما صرح به السيد "بال" عندما قال :"نعمل على تأسيس هذا الحزب منذ سنتين"، سنتان يعني تقريبا منذ شهر تشرين الأول/اكتوبر عام 2012، وهذا يعني ليس قبل أحداث الانقلاب في 17 كانون أول/ديسمبر 2013، وإنما حتى قبل أحداث "الغزي بارك" بتاريخ 28 نيسان/إبريل 2013.
وهنا نتذكر ما قاله أحد المسئولين في منظمة الاستخبارات الوطنية بعد عدة أشهر من أحداث شباط/فبراير 2012، حيث قال حينها "فليذهب هاكان، وليحل محله صديقنا رمضان".
هذا يعني أنّ هؤلاء الأشخاص غيروا نيتهم منذ ذلك الوقت، بحسابات انهم سينقلبون على رئيس الوزراء اردوغان، ثم يحل محلهم قائدهم "إدريس بال".
وبرغم تاريخهم وتجربتهم السياسية التي فشلت في النيل من السلطة الحاكمة عبر طرق غير شرعية، يريدون اليوم تجربة الوصول إلى الحكم "بطريق شرعي"، وهذا تطور هام.
هل يريدون تطبيق التعبير العثماني "امتداد"؟ بمعنى التغيّر بالاستمرار، والاستمرار بالتغيير؟ لكن هذا لن يختلف عن الحزب الذي أسسه "عبد اللطيف شنر"، والذي كان يعتقد حينها "أنّ حزب العدالة والتنمية سيُغلق قريبا"، لذا انفصل عن الحزب وأسس حزبا جديدا وحشد الدعم له، لكن مع عدم إغلاق حزب العدالة والتنمية، رجع عبد اللطيف بخفي حنين وخسر حياته السياسية.
وبعد فترة قرر "شنر" الدخول في انتخابات البرلمان التركي كمستقل، على أساس أنه "اذا كان البعض يريد مرشحا مستقلا لرئاسة الجمهورية فسيأتون إليّ"، لتكون تلك المرحلة خسارة جديدة لعبد اللطيف.
السيد "إدريس بال" يقول إن حزبه الجديد التابع لفتح الله غولن، سيدخل الانتخابات العامة القادمة في 2015، ويتحدث عن أنّ الحزب "سيحتضن كل قطاعات الشعب"، وبدأ بإطلاق الشعارات الفارغة والتي لا معنى لها.
والأمر الذي يثير الاستغراب اكثر، هو أنّ "إدريس" قابل "كيليتش دار أوغلو" وحصل منه على دعمه من أجل تأسيس الحزب الجديد، وهذا هو مؤشر عملي وواضح وفاضح على الاتحاد والتعاون التام بين جماعة غولن وحزب الشعب الجمهوري المعارض.
هؤلاء –أي جماعة غولن- لهم مؤيدون من الشعب التركي يصل عددهم إلى مليون مواطن، مع أنّ الارقام الدقيقة تشير إلى أنهم 800 ألف، فلا شك أنّ هناك 20 ألف مواطن سيصوتون للجماعة بصورة إجبارية.
وإذا حشدت الجماعة كامل قوتها لتحصل على دعم الشعب، لن تستطيع الحصول سوى على 15 مقعد لنوابهم، هذا العدد غير كافي حتى لتأسيس مجموعة داخل البرلمان، ناهيك عن أنّ دخول البرلمان يتطلب تجاوز نسبة الحد الأدنى. هذه الأرقام بافتراض أنّ كل شخص مؤيد للجماعة في تركيا سيصوت لهم.
الجماعة التي كانت تظن نفسها أنها هي سبب استمرار حزب العدالة والتنمية في الحكم، والتي اتحدت مع حزب الشعب الجمهوري ومع حزب الحركة القومية، لتصوّت لصالح "أكمل الدين إحسان أوغلو" ضد اردوغان، وقد فشلت فشلا سياسيا ذريعا، قررت اليوم دخول الانتخابات العامة في 2015 واستغرب في الحقيقة كيف سيكون طموحها في تلك الانتخابات العامة.
وهنا نحن سننتظر بكل تأكيد بعض الأشخاص الذين يوالون فتح الله غولن ويخفون ذلك، سننتظر خروج جواسيس جدد.
حزب فتح الله غولن، سيكون عبارة عن مجموعة من الأعضاء الذين فشلوا سياسيا على مدار السنوات الماضية، فمنهم مَن لم يفز حتى بانتخابات مدينته قبل ما يزيد عن 19 عاما، وحصل على أصوات بما نسبته 0.27% فقط، وبكل تأكيد سيكون هذا مرشح جماعة غولن في الانتخابات العامة القادمة!
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس