ترك برس
قال المحلل السياسي والخبير بالشأن التركي الدكتور علي باكير، إنه إذا كان هناك من أحد يحاول بكل جد وقف ما يجري من مجازر في مدينة حلب السورية، فهو الجانب التركي، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تترك لأنقرة أي خيار.
وفي تدوينة نشرها عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قال باكير: "أعلم أن بعض الأصدقاء ينتظرون أكثر من الجانب التركي فيما يجري في حلب، وهم يسخرون الآن، ويعيدون التذكير ببعض المواقف السابقة".
وأضاف: "أنا لست موظفًا حكوميًا لدى الحكومة التركية ولست ناطقا باسمها ولا اتبع لأي حزب ولا أنتمي ايديولوجيا إلى اَي جماعة، واعتقد أنّ لدي القليل من المصداقية فيما أقول، إذا كان هناك من احد يحاول بكل جد وقف ما يجري من مجازر فهو الجانب التركي. هذا ليس تحليلا وإنما أعرف جيدا بحكم وظيفتي ماذا يفعلون".
وأشار باكير إلى أن الجانب التركي لم ينجح إلى الآن، "لكن للأسف الإدارة الأمريكية سبب كل المشاكل لم تترك لهم اَي خيار، يوم السبت وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قال بوضوح في الاجتماع (نحن هنا فقط لمحاربة داعش وليس الأسد)"،
وأوضح أن الأتراك يحاولون إقناع الجانب الروسي، شخصيًا لا أثق بالروس وأعتقد أنهم يتلاعبون بالجميع، لكن من غير المنطقي أيضا الطلب من تركيا أن تجابه لوحدها روسيا وإيران والأسد (النظام السوري) والميليشيات الشيعية والكردية، هذا غير واقعي وغير ممكن. لذلك أوقفوا التلاوم واحرصوا على أن لا تخسروا الجميع".
وبوساطة ورعاية تركيا، توصلت المعارضة السورية وقوات النظام المدعومة من قبل روسيا، يوم الثلاثاء، لاتفاق وقف إطلاق النار وإجلاء المدنيين من شرقي حلب، غير أن قوات النظام السوري والميليشيات التابعة لإيران واصلت خرق الهدنة في مدينة حلب بتكثيف القصف المدفعي الذي بدأته صباح اليوم الأربعاء على الأحياء المحاصرة.
وفي وقت سابق اليوم، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "يجب فتح الممرات الإنسانية فورًا وإجلاء الناس بشكل سليم من شرق حلب دون أية عرقلة أو تخريب"، واتهم النظام السوري بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في حلب، مضيفًا: "على الجميع بمن فيهم الأطراف الداعمة له، رؤية هذه الحقيقة".
وتعليقاً على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار قال أردوغان: "تطبيق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بمبادرة تركيا وجهودها الحثيثة قد يكون الأمل الوحيد بالنسبة للأبرياء الموجودين في حلب، لذلك أدعو جميع الأطراف والمجتمع الدولي إلى مراعاته ودعمه".
وأردف قائلاً: "تركيا، أمل المظلومين، لم ولن تترك أهالي حلب وحدهم، سنفعل كل ما بوسعنا، أيا كان الثمن، حتى لو كان الأمر يتعلق بإنقاذ نفس برئية واحدة". ولفت أردوغان أنّ بلاده اتخذت جميع الإجراءات اللازمة لإيصال المساعدات الإنسانية للخارجين من حلب، والنازحين منها إلى إدلب وجوارها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!