ترك برس
افتتحت تركيا يوم الاثنين 26 كانون الأول/ ديسمبر نفق "إيلغاز الاستقلال 15 تموز" الواصل بين وسط الأناضول والبحر الأسود وبين البحرين الأسود والأبيض المتوسط، مشكلًا نقطة ربط مهمة بين الشمال والجنوب.
وحضر رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم احتفالية افتتاح النفق الذي بدأ بناؤه في عام 2012 ويمتد آلاف الأمتار تحت الأرض، ويحد من صعوبة اجتياز جبل إيلغاز الذي يرتفع 875 مترًا وكان يشكل عقبة أمام السائقين.
ويتكون النفق من أنبوبين، يمتد أحدهما 5 آلاف و370 مترًا، والآخر 5 آلاف و391 مترًا، فيما بُنيت مداخل النفق ومخارجه على شكل فم سمكة قرش.
ويهدف النفق إلى توفير ممر سريع وآمن لاجتياز جبل إيلغاز، حيث تزيد الحوادث المروية في فصل الشتاء.
393 نفقًا في تركيا
وقد شارك في حفل الافتتاح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من خلال بث مرئي عبر برنامج سكايب من إسطنبول، حيث قال إن نفق إيلغاز الاستقلال 15 تموز هو الأخير في سلسلة من المشاريع العملاقة التي بدأت بافتتاح جسر عثمان غازي في حزيران/ يونيو، وجسر السلطان ياووز سليم في آب/ أغسطس ونفق أوراسيا الأسبوع الماضي.
وأشار أردوغان إلى الميزات التي يوفرها النفق مثل الانتقال السريع والآمن في منطقة جبلية وعرة، معلنًا أن تركيا بنت في 14 عامًا 189 نفقًا بحريًا وبريًا، وأن عدد الأنفاق في تركيا وصل إلى 393 نفقًا.
النفق يهدف إلى إنقاذ الأرواح
وفي كلمة له خلال حفل الافتتاح، أعلن يلدرم أن الحكومة التركية شقّت في 14 عامًا 19 ألف كيلومترًا من الطرق، إضافة إلى 6 آلاف كيلومترًا في السابق وإنه تم ربط 76 ولاية من خلال الطرق الجديدة.
وعلاوة على ذلك، قال يلدرم إن تركيا بنت في 14 عامًا ماضية 346 كيلومترًا من الأنفاق، في حين أنها بنت 50 كيلومترًا من الأنفاق في أكثر من 80 عامًا ماضية.
ولفت يلدرم الانتباه إلى أن النفق سيحد من حدوث الحوادث التي ارتفع معدل حدوثها مؤخرًا، كما سيحد من حوادث الاحتجاز في الطرق الجبلية المغطاة بالثلوج.
ثالث نفق عملاق في تركيا
بعد افتتاح النفق، سينخفض طريق عبور جبل إيلغاز من 16.8 كيلومترًا إلى 11.4 كيلومترًا. وفي الظروف العادية عندما تكون الحركة المرورية خفيفة يستغرق عبور الطريق 35 دقيقة، إلا أن النفق سيخفض هذه المدة إلى 8 دقائق. ويحتل النفق المرتبة الثالثة بين الأنفاق العملاقة.
ويتوقع أن يوفر النفق 345 ألفًا و655 ساعة سنويًا، وأن يوفر 8.3 مليون لترًا من الوقود سنويًا. وعلاوة على ذلك، يتوقع أن يساهم النفق للاقتصاد بأربعين مليون ليرة (تعادل 12 مليون دولار).
كما يتوقع أن يقدم النفق مساهمات ضخمة للمؤسسات الصناعية في المنطقة من خلال نقل بضائع المصانع في وسط الأناضول إلى منطقة البحر الأسود وتسهيل نقل المنتجات من ميناء إنيبولو إلى وسط تركيا.
قصة تسمية النفق
تعود تسمية النفق "إيلغاز الاستقلال 15 تموز" إلى ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز/ يوليو.
فعندما كان رئيس الوزراء بن علي يلدرم يقود سيارته من إسطنبول إلى أنقرة في ليلة محاولة الانقلاب، اختار يلدرم طريقًا آخر وظل في إيلغاز فترة من الزمن.
وانتظر رئيس الوزراء برهة في موقع بناء النفق واستخدمه مقرًا له، حيث كان يستقبل المعلومات من أنقرة، وأمر من هناك بإسقاط الطائرات المتورطة في محاولة الانقلاب وقصف قاعدة أكينجي.
وبعد ذلك قاد رئيس الوزراء سيارته إلى ولاية كاستامونو غربًا باتجاه البحر الأسود حيث يقع ميناء إنيبولو.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!