محمود أوفور - صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
تعرضت تركيا لعديد الهجمات، من الانقلاب العسكري والهجمات الإرهابية والحصار الاقتصادي، وهذا يسبب القلق لدى الشارع التركي، إلا أنّ أمورا وتطورات إيجابية تحدث أيضا. ففي الوقت الذي تواجه فيه تركيا إرهاب جماعة غولن وحزب العمال الكردستاني من الداخل، وإرهاب داعش من الخارج، تقوم في ذات الوقت بتثبيت الأرضية الديمقراطية وتغيّر النظام السياسي ليصبح أكثر استقرارا.
كانت بعض الأطراف تنتظر تحقيق استفادة سياسية من التوتر في الساحة الداخلية، لكنهم ادركوا بأنّ ذلك لن يحصل، لأنّ معادلات القوى في العالم تتغير، وكذلك في الداخل، وهذا الأمر يُثبته وصول ترامب إلى سدة الحكم بعد أيام، والتصريحات التي يدلي بها دولت بهتشلي تدل على ذلك أيضا.
ولهذا سيُصاب الكثيرون بخيبة أمل، جراء فشل تحقيق أمنياتهم المتعلقة بانهيار تركيا، لأنّ التصريحات التي تُكمل بعضها البعض، تدل على أنّ تركيا ستتخذ موضعا مختلفا تماما في المستقبل القريب، والإشارة الأولى على ذلك جاءت من الولايات المتحدة الأمريكية.
صرّح "ريكس تيلارسون"، المتوقع أنْ يكون وزيرا للخارجية الأمريكية، صرّح بتصريحات مُلفتة متعلقة بتركيا، حيث ذكر بأنّ الحرب الأهلية في سوريا أنهت الزعامة الأمريكية في الشرق الأوسط، وأنّ أول خطوة يتوجب على أمريكا القيام بها الآن هو إعادة العمل مع حلفائها وأصدقائها في المنطقة، وأنّ على الولايات المتحدة الأمريكية أنْ تعمل مجددا مع رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، معللا ذلك بأنّ تركيا حليف قديم لأمريكا في حلف الناتو، وهي الآن انحرفت عن المحور الأمريكي باتجاه المحور الروسي، لكن روسيا لن تكون الحليف الأبدي لتركيا، لأنّ الحليف الأبدي لتركيا هي أمريكا، حسب قوله.
وسنتابع مقدار تنفيذ هذا الكلام على أرض الواقع، وكيف سينعكس على العلاقات الثنائية، والأهم من ذلك هو إدراك الإدارة الأمريكية الجديدة لقوة تركيا وأهمية دورها في المنطقة. وقد كتبت في السابق أنّ التفجيرات الإرهابية ستزداد كلما اقترب وصول ترامب لسدة الحُكم، وأهم سبب لذلك هو خوفهم من التغييرات المتوقعة للسياسة الأمريكية في المنطقة، وهذا الأمر تثبته تصريحات "ريكس تيلارسون".
تـصـريـحـات بـهـتـشـلـي
كما أنّ تصريحات دولت بهتشلي، رئيس حزب الحركة القومية، تحمل في طياتها إشارات تغييرات على المستوى الداخلي، ولا يزال بهتشلي مستمرا بثبات في قراره دعم الانتقال للنظام الرئاسي، برغم الانتقادات التي يتعرض لها سواء من داخل حزبه أو من خارجه، ولا يزال يقود حراكا سياسيا "إيجابيا".
والغريب هنا أنْ يتصدر حزب الحركة القومية المشهد السياسي الداخلي، ويكتفي حزب الشعب الجمهوري بمحاولة تحريض جماهيره ويدعوها للنزول الى الشارع، فيما اختفى حزب الشعوب الديمقراطي أمام إرهاب حزب العمال الكردستاني، وبذلك يقود حزب الحركة القومية حراكا سياسيا داخليا يخترق فيه آراء المتشددين.
ومن تصريحاته يقول بهشتلي: "نظرا للأوضاع الصحية للنائب أحمد تورك (74 عام عن حزب الشعوب الديمقراطي) فإنه يجب التحقيق معه دون اعتقاله حتى يتلقى العلاج"، وهذه من إشارات التغيير الهامة على سياسة حزب قومي، وإشارة لعزم الحزب الانتقال لنظام سياسي رئاسي مدني.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس