إلنور تشيفيك - يني بيرلك - ترجمة وتحرير ترك برس
تستلم الإدارة الأمريكية الجديدة زمام الأمور هذا اليوم، ستذهب إدارة أوباما التي تسببت بخيبة أمل بالنسبة لتركيا وتسببت بتوتر وتدهور العلاقات الأمريكية التركية، وستستلم الحُكم إدارة جديدة يقودها ترامب، الذي لا يستطيع أحد التنبؤ والجزم بما سيقوم به.
نحن نعلم بأنّ هناك لوبي لحزب العمال الكردستاني "بي كي كي" في أوروبا يعمل ضدنا، وقد أثر كثيرا على السياسيين الأوروبيين، ولكن ذلك حصل بكل أسف في واشنطن أيضا في عهد أوباما، بل وأعلنت الإدارة الأمريكية حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب أنهم حليف لها.
لا شك أنّ لوبي حزب العمال الكردستاني نجح بخداع أوباما، وبدلا من أنْ يستخدم الأخير أكراد سوريا لتحقيق أهدافه، حصل العكس تماما، استخدموا هم أمريكا ووصلوا لمرحلة تقترب من تأسيس دولة لهم في شمال سوريا، وسيطروا على مناطق العرب والتركمان تحت ذريعة انهم يريدون محاربة داعش، واستخدم حزب العمال الكردستاني الأسلحة الأمريكية في عمليات له داخل تركيا.
لكن تركيا أفشلت خطة حزب العمال الكردستاني، وذلك من خلال دخولها عسكريا إلى شمال سوريا وتقديم الدعم للجيش السوري الحر، وحررت مناطق عديدة من سيطرة تنظيم داعش، ووجهت ضربات قوية لحزب العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي، وبرغم أنّ الولايات المتحدة الأمريكية دعمتهم بغطاء جوي، إلا أنّ وصول قوات الجيش السوري الحر وعناصر الجيش التركي إلى منطقة الباب أفسد هذا الأمر، برغم أن العمال الكردستاني أخبر إدارة أوباما بأنه لن يستطيع السيطرة على الباب إذا فقد السيطرة على منبج وهرعت أمريكا لنجدته هناك.
غير أنّ التعاون الروسي التركي أفسد ذلك أيضا، من خلال توجيه ضربات جوية مشتركة ضد داعش في منطقة الباب، وهذا يحصل لأول مرة، حيث قصفت الطائرات التركية والروسية من خلال تنسيق مسبق بعض الأهداف في منطقة الباب.
حينها أعلنت أمريكا عن أنها هاجمت داعش هي الأخرى، لكنهم أدركوا أن الضربات الجوية من قبل طائرة استطلاع لا تؤثر بشيء، وبعد ذلك قاموا بإمداد حزب العمال الكردستاني بأسلحة جديدة.
ولهذا يتوجب على ترامب أنْ يتخلص من لوبي حزب العمال الكردستاني، وإلا فإنّه سيغرق في المنطقة كما لم تغرق أمريكا من قبل. وهنا لا نقول بأننا يجب ان نستخدم ملف علاقاتنا مع روسيا ضد أمريكا وكتهديد، نعم يجب تطوير العلاقات مع روسيا أكثر، ولكن هذا ليس بديل عن علاقاتنا مع الولايات المتحدة وحلف الناتو، والأهم ان ترجع أمريكا لتكون حليفة صادقة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس