كورتولوش تاييز - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس
يتولى الرئيس دونالد ترامب منصبه اليوم بأداء القسم في حفل التنصيب. مما يمهد ربما لإعادة العلاقات الأمريكية التركية المتأزمة منذ محاولة انقلاب 15 من تموز إلى مسارها الصحيح بالتطبيع في حقبة الرئيس الجديد. غير أن الشرط الأول للتطبيع هو رفع ترامب الحماية السياسية عن فتح الله غولن. وإلا سيكون استمراراً لإنقلاب 15 من تموز. وبالتالي من المستبعد تطبيع العلاقات بين البلدين دون ترحيل فتح الله غولن.
تمثل إقامة أنقرة شراكة جدية مع إدارة تحمي غولن زعيم التنظيم، والمضي قدماً بذلك بصفتها "صديق استراتيجي" مخالفة للتيار. لأن تنظيم غولن يعد مسألة بقاء وليس مشكلة سلطوية بالنسبة إلى الدولة التركية. وبذلك بمحاولة التنظيم تقويض السلطة المركزية من خلال انقلاب 15 من تموز وإخضاع البلاد للاحتلال عبر جرها إلى حرب أهلية.
وبصرف النظر عن القوة أو الدولة التي تحمي زعيم ذلك التنظيم، فإنه يعني استخدامه أو الاحتفاظ به كورقة رابحة في التهديد الموجه ضد الدولة التركية. وبجميع الأحوال تقوم أنقرة بتقييم وتناول موضوع تنظيم غولن ضمن هذا الإطار.
أما التوقع الآخر لدى أنقرة من إدارة ترامب فهو إيقاف الدعم الأمريكي المقدم لتنظيم بي كي كي وحزب الاتحاد الديمقراطي الإرهابي. إذ من غير المعقول اعتبار تلك الإدارات الداعمة لتنظيم يستهدف وحدة الأراضي، والسيادة الوطنية، والوحدة السياسية التركية صديقة لتركيا. ولذلك وصلت العلاقات بين إدارة أوباما وتركيا إلى مرحلة العداء الصريح.
وتدريب الجيش الأمريكي مقاتلي بي كي كي/حزب الاتحاد الديمقراطي في شمالي سوريا. ومحاولة أوباما الساعي إلى إقامة جيش إحترافي من تلك التنظيمات الإرهابية، إلى تسييسها بتأمين فرصة فتح مكتب لحزب الاتحاد الديمقراطي في أمريكا في اللحظة الأخيرة.
وبما أن أنقرة لن تقبل بذلك لهذا وجد شرط قطع الدعم في حقبة ترامب. وإلا لم يعد هناك من مغزى "للحرب على الإرهاب" الجارية في الداخل.
حيث يشكل تنظيم غولن وبي كي كي/حزب الاتحاد الديمقراطي موطئا القدم الأساسيان لمشروع إعادة تشكيل الشرق الأوسط بما فيه تركيا. وذلك بمحاولة بي كي كي/حزب الاتحاد الديمقراطي توجيه تركيا نحو سوريا والعراق ابتداء من جنوب شرقي البلاد؛ بينما ينفذ تنظيم غولن المدعوم من إدارة أوباما محاولة انقلاب 15 من تموز في الداخل.
ويدل هذا الجدول على مدى صعوبة تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية؛ وضرورة اتخاذ ترامب قرارات حاسمة تجاه تنظيم غولن وبي كي كي/حزب الاتحاد الديمقراطي. وتوقع أنقرة إنهاء ترامب العلاقات القائمة مع التنظيمات الإرهابية في حقبة أوباما كحق مشروع لها.
وهو ما عبر عنه رئيس الوزراء بن علي يلدريم بكلماته التالية؛ كانت التقييمات التي قدمها ترامب قبيل وبعد انتخابه بشأن تركيا مشجعة؛ ولكن لا داعي للاستعجال؛ لأننا سنرى جميعا الوجه الحقيقي لترامب عقب توليه للرئاسة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس