ترك برس
رأى الصحافي والكاتب السوري المخضرم، غسان الإمام، أن حلف الشركاء الألداء الذي صنعته روسيا مع إيران وتركيا تحول إلى حلف الأضداد ذي المصالح المتناقضة.
وفي مقال له بصحيفة "الشرق الأوسط"، أشار الإمام إلى أن روسيا سمحت لتركيا، بعد خلاف خطير معها، باجتياح ريف حلب الشمالي، فأحبطت تركيا الحلم الكردي في غرب الفرات، بسيطرتها على مثلث المدن جرابلس. ومنبج. والباب. وطردت تنظيم "داعش" منها.
واعتبر الإمام، أن الغرض الاستراتيجي لتركيا إقامة جزيرة آمنة لثلاثة ملايين لاجئ سوري لديها. ثم عبور الفرات لتقويض الجيب الكردي القائم على حدودها. والممتد شرقاً لملامسة كردستان العراق.
وتركيا، برأي الإمام، مستعدة لاجتياح "الدويلة الداعشية" في محافظتي الرقة ودير الزور لتغطية غرضها الاستراتيجي. ودعت العرب إلى إرسال قوات لمشاركتها في احتلال المحافظتين المذكورتين. وأبدت السعودية استعدادها لإرسال قوات إلى سوريا.
ورأى أن انسحاب أميركا أوباما من سوريا فرض على تركيا تحالفاً مؤقتاً مع "شرطي المرور الروسي"، ريثما تقرر أميركا ترمب ماذا ستفعل في سوريا. الغرض الأميركي الاستراتيجي في المنطقة هو استكمال تصفية إرهاب "داعش" في سوريا والعراق، في إطار تصفيته في العالم كله. كما تقول وتخطط.
وأضاف: "هل يراهن ترمب على التعاون مع شرطي المرور الروسي رغم أن مصالحهما متناقضة؟ ترمب بحاجة إلى استرداد تركيا من حلفها التكتيكي مع روسيا. وهو أيضاً بحاجة إلى النظام العربي، لمواصلة المواجهة مع إيران. والعرب الذين يعتريهم القلق من نوايا إيران. وانتهاكها الكيانات العربية المستقلة، يجدون في ترمب حليفاً يتغاضى عن موقفهم من الديمقراطية والحرية السياسية".
وتابع الإمام مقاله.. هل تصل عداوة ترمب لإيران إلى اشتباك عسكري معها في سوريا. والعراق. والخليج؟ الاشتباك مستبعد. لا إيران. ولا العرب يريدانه في ظروف انخفاض موارد النفط. لكنّ هناك اشتباكاً عربياً/ إيرانياً غير مباشر في اليمن. ومباشراً في سوريا. تطمينات حسن روحاني للخليجيين غير كافية. فهو لا يملك الميليشيات التي يقودها "المارشال" قاسم سليماني في سوريا.
لكن ماذا يفعل ترمب بحلف أوباما مع الأكراد الذين تركهم يمزقون سوريا الشمالية؟ تناقضات ترمب تشير إلى وصول الأكراد، قبل الأتراك، إلى الرقة ودير الزور، على متن الدبابات الأميركية! الرقة ودير الزور أرض سورية عربية. وهي ملك للعشائر السورية العربية التي هاجر أبناؤها إلى دول الخليج. وبالتالي، فالخليج يرى مصلحته مع تركيا، في موقفها ضد "الهجمة" الكردية داخل تركيا وعلى سوريا.
النظام السوري يسعى إلى تثبيت مكاسبه العسكرية التي حققها في الشمال. ويخسرها في الوسط. ويجرب استعادتها، مع مرتزقة "حزب الله"، في الجنوب على الحدود مع الأردن والجولان المحتل. لكن تركيا رسمت له خطاً أحمر في مدينة "الباب". فإذا انتهكه فقد يواصل الجيش التركي زحفه إلى حلب.
دبلوماسياً، يتعين على بشار أن يعتمد كثيراً على إيران، لإحباط محادثات جنيف. ورتب "حماماً دموياً" للتنظيمات المسلحة المشاركة في المحادثات. الشرطي الروسي سجل مخالفة لـ"ذبذبة" إيران. وطالبها بالعمل معه على تثبيت الهدنة الهشة. وأمر بشار بوقف قصف المعارضة طيلة المحادثات.
حاولت روسيا خطف دور الأمم المتحدة. ونقلها إلى خان آستانة الكازاخستانية. الشرطي الروسي مرتبك بعد فشل حلفه الثلاثي مع تركيا وإيران. وحائر إزاء موقف ترمب السوري. وعاتب على الأمم المتحدة التي كادت تغيّب فصيله التفاوضي (خلية القوميسار قدري جميل المرابط في موسكو).
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!