كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
تواصل عملية الرقة إثارة المتاعب بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية. وقد يؤدي إصرار البنتاغون وقائد القيادة الوسطى بالجيش الأمريكي الجنرال جوزيف فوتيل، على إقحام تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي "بي واي دي" في العملية إلى نشوب أزمة خطيرة بين البلدين.
لفت السيناتور الجمهوري في الولايات المتحدة، جون ماكين، إلى هذا المنحى السلبي للأحداث. وخلال جلسة استماع لقائد القيادة الوسطى فوتيل بشأن "بي واي دي"، في مجلس الشيوخ، وصف ماكين، وهو رئيس لجنة الخدمات المسلحة، تعاون الولايات المتحدة الأمريكية مع "بي واي دي/ بي كا كا"، بأنه "وضع شديد التعقيد".
وأشار ماكين إلى أن أنقرة تعتبر "بي واي دي" خطرًا كبيرًا بحجم داعش على أقل تقدير، وقال موجهًا سؤاله إلى قائد القيادة الوسطى: "بينما تعتبر أنقرة ‘بي واي دي‘ تنظيمًا إرهابيًّأ، كيف يمكننا الخروج من هذا الوضع الذي تتعاون فيه الولايات المتحدة مع ‘بي واي دي‘؟". ولما لم يستطع القائد الأمريكي تقديم إجابة واضحة عن "كيفية الخروج من هذا الوضع"، وجّه ماكين التحذيرات التالية: "لست واثقًا من أننا نتفهم مدى جدية أردوغان في هذا الخصوص (التعاون الأمريكي مع ‘بي واي دي/ بي كا كا‘). ولست متأكدًا من أننا نقدر أهمية الدور، الذي تلعبه تركيا في عملية الرقة، على الأخص في استخدام (قاعدة) إنجيرليك، وفي نشاطات أخرى نحتاج فيها للتعاون مع الأتراك، وآمل أننا سنقدر ذلك. وفي حال عدم حدوث تغيير فأنا أتوقع هنا حدوث صدام. وعلى الأخص لست واثقًا من فهم الإدارة مدى أخذ أردوغان التهديد الذي يعتقد أن "بي كا كا/ بي واي دي" يثيره، على محمل الجد.
اختبر جون ماكين بنفسه، خلال زيارته تركيا الشهر الماضي، مدى جدية أردوغان في هذه القضية. وحاول خلال اجتماعه مع أردوغان، فهم موقف تركيا، من خلال إثارة قضية "مستقبل بي واي دي" بهدف جس النبض. أكد أردوغان بإصرار أن "بي واي دي" هو تنظيم إرهابي، وأن مستقبله لن يكون مختلفًا عن سائر التنظيمات الإرهابية. وعلى إثر ذلك أدرك ماكين أن الجهود لإيجاد "حل وسطي" في هذه القضية لا طائل تحته، وعاد إلى بلاده.
تحديث البنتاغون خطة أوباما بخصوص الرقة، وتبنيها لها رغم تعليقها من جانب ترامب، وإصرار قائد القيادة الوسطى على الشراكة مع "بي واي دي"، أبرزا إمكانية وقوع "صدام" بين البلدين، كما لفت ماكين. ومع أن الإدارة الأمريكية لم تتخذ قرارًا نهائيًّا بعد بخصوص عملية الرقة، إلا أنه من الممكن القول إن احتمال رضا ترامب عن "بي واي دي" كبير في ظل إصرار البنتاغون والجهود الشخصية لقائد القيادة الوسطى فوتيل.
اتفاق الولايات المتحدة الأمريكية، حليفة تركيا في الناتو، مع بي واي دي ومع روسيا في سوريا أثار انزعاج أنقرة إلى حد كبير. ويمكننا أن ننتظر تحول هذا الانزعاج إلى رد فعل عندما ترى أنقرة أنه تم تهميشها وتفضيل "بي واي دي" عليها في عملية الرقة. وإذا واصلت الولايات المتحدة تعاونها مع التنظيم فإنها قد تواجه جدية أردوغان، كما لفت على وجه الخصوص السيناتور ماكين. ومن المحتمل أن يقع "صدام" شديد العنف على طريق الرقة. فإذا لم يأتِ ترامب بمفاجأة في اللحظة الأخيرة، ويتغير سير الأحداث الحالي فإن أنقرة- مع عدم توقعنا حدوث قطيعة كبيرة في العلاقات بين البلدين- قد تلجأ إلى بعض التدابير، وعلى رأسها قاعدة إنجيرليك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس