ترك برس
قال الكاتب والإعلامي المصري، أحمد منصور، إن الحقيقة التي لا يفهمها الأوروبيون الذين اعمتهم الكراهية والعنصرية والخوف من تركيا المسلمة هي أن ما يقومون به هو الذي سيوحد الأتراك تحت راية واحدة.
وفي مقال له بصحيفة الوطن القطرية، أشار منصور إلى أن أوروبا تمر بظروف سياسية واقتصادية واجتماعية بالغة التعقيد، فهي منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن لم تتعرض لمثل هذه التحديات التي تعيشها منذ الأزمة الاقتصادية التي وقعت في العام 2008.
وأضاف: رغم كل النفقات التي تنفقها المانيا من اجل الابقاء على أوروبا موحدة إلا أن شبح التفكك والإفلاس يسيطر على بعض الدول، وقد كشفت الازمة الاخيرة بين ألمانيا وهولندا من جهة وتركيا من جهة أخرى حجم المعاناة التي تعيشها أوروبا.
وشدّد الإعلامي في شبكة الجزيرة القطرية على أن العنصرية والعداء التاريخي يعيش في قلب مراكز صناعة السياسة والأخبار في تلك البلاد وان اخفته مسحة الديمقراطية والتقدم التكنولوجي والاقتصادي والتغنّي بالإنسان وحقوقه.
وتابع منصور: من يريد ان يتعرف حقيقة على الإنسان وحقوقه في تلك البلاد فما عليه سوى أن يزور الأحياء الفقيرة أو الضواحي القريبة من العواصم والمدن الكبرى ليتعرف على حقوق الإنسان غير الأبيض الذي يعيش في تلك المناطق مهمشا في مسكنه ومأكله ومشربه وكل شؤون حياته بشكل لا يرقى إلى حقوق الحيوان في كثير من الأحيان.
ومن بين كل التجمعات المسلمة في الدول الغربية تجد الأتراك دائما مميزين بمطاعِمهم وشركاتهم التجارية فهم ليسوا ناجحين في بلادهم فقط وإنما في المدن الأحياء التي يعيشون فيها في أوروبا.
ولأن تركيا تمكنت من الدخول في منافسة قوية كسبتها في معظم الأحيان مع المنتجات الاوروبية فان عنصرية الغربيين وكراهيتهم لهم قد تضاعف في ظل ما ذكره لي نائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد التركي الأسبق علي باباجان في حوار أجريته معه قبل سنوات "لا يوجد بيت في أوروبا يخلو من منتج تركي ولا يخلو بيت أوروبي كل يوم من طعام تركي سواء كان خضارًا أو فاكهة أو منتجات الألبان أو غيرها".
فقد تمكنت تركيا من غزو أوروبا في عقر دارها في كل شيء وهذا سر العداء والكراهية الأوروبية للأتراك.
وأردف: الحقيقة التي لا يفهمها الأوروبيون الذين اعمتهم الكراهية والعنصرية والخوف من تركيا المسلمة هي أن ما يقومون به هو الذي سيوحد الأتراك على اختلاف مشاربهم وعرقيّاتهم تحت راية واحدة، فالقوميّة التركية حاضرة بقوة لدى الأتراك.
وحينما أقول الأتراك فانها لدى من كل ينتمون إلى عرق أرطغرل مؤسس الدولة العثمانية الذي جاء من آسيا الوسطى وأقام هذه الإمبراطورية التي احتوت تلك المساحات الشاسعة من اوروبا وآسيا وافريقيا لقرون عديدة.
إنهم بهذا العداء قدموا خدمة عظيمة لرجب طيب أردوغان ما كان له أن يحصل عليها حيث سيتوحد خلفه حتى الذين كانت تستخدمهم أوروبا في حربها عليه.
أما أردوغان فإنه يخوض المعركة بكل قوة، وهي معركة كلامية حتى الآن تساندها تحركات وقرارات سياسية ودبلوماسية لم يدفعه اليها الا ثقته في توحد الأتراك خلفه، ولعل نتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية المقررة الشهر القادم ستكون الحد الفاصل في المسألة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!