محمد بارلاص –صحيفة صباح- ترجمة وتحرير ترك برس
في ظل مناقشة قرار انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي في إطار استفتاء "بريكست" ثبت أنّ بريطانيا انفصلت قبل 450 ألف عام عن أوروبا.
الانقطاع الأساسي
العضو في الهيئة التدريسية في كلية "لندن" الأستاذ غوبتا، أفاد بأن المنطقة البرية التي تربط بريطانيا بأوروبا خلال العصر الجليدي انغمرت تحت المياه نتيجة لحادث جيولوجي، والمقارنة بين انفصال بريطانيا اليوم عن الاتحاد الأوروبي، بانقطاع بريطانيا قبل 450 ألف عام جغرافيا قد يبدو تقييما لا يحمل أيّ أهمية، ولكن....
بربط التطورات السياسية في العالم بمثل هذه الحوادث الطبيعية، قد تبدو التطورات التي تولونها أهمية كبيرة بأنّها لا تحمل بالفعل الأهمية التي تظنونها، أو من الممكن أن تنظروا إليها على أنّها مهمة ولكن أهميتها نسبية..
لماذا يتصرفون بهذا الشكل؟
عندما نحلل ونقيّم التصرّفات العدائية التي تقوم بها بعض دول أوروبا ضد تركيا، وغربلة الأسباب التي تؤدي إلى تصرفاتهم تلك، يمكننا أن نرى أنّ تصرفاتهم هذه في الماضي لم تكن تحمل أهمية كبيرة، ولفهم هذا الأمر ليس من الضروري الذهاب إلى العصور الجليدية أو العصور الوسطى، كما أنّه ليس من المهم هنا التذكير بالذين كانوا يعيشون في أوروبا إبان الحرب العالمية الثانية.
توجّه تلك الدول الأوروبية إلى المواطنين الأتراك عبر شاشاتهم الرسمية للتصويت في الاستفتاء بـ لا، وكذلك سماحهم برفع أعلام "بي كي كي" في ساحاتها تصرّف يصعب فهمه، ولكن يكفي لفهم تصرّفهم أن نقارن بين تركيا الأمس وتركيا اليوم.
تطرّف أوروبا
وتناول المتحدث باسم الرئاسة التركية الأمر على النحو الآتي: "لا تريد أوروبا أن تكون علاقاتها مع تركيا قائمة على المساواة، فهي تريد أن تكون العلاقة قائمة على أساس "أعلى وأدنى"، واليوم يحاول بعض السياسيين الأوروبيين وبعض المجموعات المتطرفة أن تصنّف وتظهر تركيا والمواطنين الأتراك الذين يعيشون في الدول الأوروبية على أنّهم مصدر تهديد وخطر، وبهذا يظهرون تطرفهم وعداءهم للإسلام ولتركيا.
الوضع تغيّر إلى حد كبير
الوضع الآن تغيّر كثيرا، لأن تركيا لم تعد تلك الدولة التي تأتمر بأمر الدول الأوروبية، ولم تعد تلك الدولة الضعيفة، وكذلك لم تعد تلك الدولة التي تقبل بالذل والإهانة.
يحاولون بحجّة دمج مواطنينا بمجتمعاتهم قطع انتمائهم عن جذورهم وأوطانهم.
وتنزعج الدول الأوروبية لكون الرئيس أردوغان يفضح نواياهم، ولكونه يسير في الإطار الذي يدعم مصالحنا القومية. ولكن في تاريخ 16 نيسان أبريل القرار لن يكون بيد أوروبا أو السياسيين الأوروبيين وإنما بيد الشعب التركي
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس