محمد بارلاص -صحيفة صباح- ترجمة وتحرير ترك برس
إنّه أمر لا يصدّق، ولكن عندما ننظر إلى الأمر بعقلية متظاهري أحداث "غيزي بارك" فإن الأمر سيبدو نوعا ما طبيعيا بالنسبة إلينا، عمّن أتحدث؟ أتحدث عن أولئك الذين يحاولون أن يعكسوا الاستفتاء الذي أجري في 16 نيسان / أبريل وكأنّه انتخابات لا استفتاء، وبالتالي يحاولون إثارة الخلافات من خلال ذلك.
لم يكن الأمر انتخابا
على سبيل المثال التصويت الذي فاز من خلاله "رجب أردوغان" بالرئاسة كان انتخابا، ولكن التصويت على تغيير الدستور الذي ينص على انتخاب رئيس الجمهورية من قبل الشعب مباشرة وليس من قبل البرلمان يعدّ استفتاء. والدستور الجديد الذي حظي بنسبة 51 بالمئة من تصويت الشعب، والذي أجري يوم الأحد، جاء نتيجة لاستفتاء وليس لانتخاب.
خلط الأوراق
ولكن إن كانت هناك بعض الجهات التي تبحث بشكل أو بآخر عن المشاكل والفوضى، ولا تصغي إلى الحقائق وإنما إلى اللغظ الذي يجول في أذهانها، فإن تلك الجهات حتما ستصددم بالخلافات العالمية. وإن كنتم من أولئك الذين ينتمون لتلك الجهات فستبحثون عن الرابح والخاسر، بدلا من أن تبحثوا عن التغييرات التي ستتم بعيد الانتقال إلى الدستور الجديد. وفي نهاية المطاف سينتهي بكم الأمر بأنكم ستبحثون عن الولاية التي كانت أكثر تصويتا لصالح الدستور، والولاية التي كانت أقل تصويتا، وعلى أساسه ستتهمون طرفا بالقوي وطرفا آخر بالضعيف، بينما عليكم التركيز بدلا من ذلك على نتائج الاستفتاء وليس على أي شيء آخر.
نجاح باهتشلي
سياسيو حزب العدالة والتنمية ومحللوه يجب ألا يقعوا في هذا الخطأ، على سبيل المثال زعيم حزب الحركة القومية كان قد عمل كل ما بوسعه لتأييد التغيير الدستوري، إذ أعلن تأييده لحملة نعم، وعمل جاهدا لتغيير الرأي العام نحو تأييد الدستور. وبعض محللي حزب العدالة والتنمية عندما يخرجون للتصريح بمثل: "إن مؤيدي حزب الحركة القومية لم يقدموا الدعم الكافي للاستفتاء"، ويغوصون في هذه الخلافات، يصبحون وكأنّهم يعدّون الاتفاق الذي تم بين العدالة والتنمية والحركة القومية غير موجود. وربما يقعون كما عقلية "غيزي بارك" في الأخطاء.
أردوغان ثقة
هناك الشيء الكثير الذي يجب أن نقوم به خلال المرحلة القادمة، ولا سيما بعد تغيير الدستور بعيد الاستفتاء الذي أجري، وفضلا عن تجديد تركيا، فهناك العديد من المشاكل الخارجية والداخلية التي يجب على تركيا حلها. وفي ظل هذه التطورات يجب الاعتراف بأن وجود رجل مثل رجب طيب أردوغان يعدّ مصدر راحة وثقة بالنسبة إلى الكثيرين. وجود أردوغان يعطينا شعورا بالراحة في أننا سنتجاوز إن شاء الله الصعوبات والمشاكل جميعها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس