ترك برس
في حديثه للصحفي أحمد منصور، أثناء استضافته في برنامج "بلا حدود" على قناة الجزيرة مساء يوم الأربعاء، أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أن مراقبين أوروبيين للاستفتاء في تركيا كانوا من مؤيدي تنظيم بي كي كي، المدرج على لائحة الإرهاب في كل من تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
وفي الواقع، أظهرت صور مشاركة أندري هونكو النائب عن الحزب اليساري في البرلمان الألماني، أحد المراقبين المبتعثين من الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا لمراقبة الاستفتاء الدستوري، في مظاهرات لتنظيم بي كي كي الإرهابي. وقد صدر تقرير منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE) لمراقبة الاستفتاء الدستوري بالتعاون بين المنظمة ومجلس أوروبا.
وشاركت "لورينا لوبيز دي لاسال" المراقبة من البعثة الأوروبية في جنوب تركيا في عدد من التغريدات صورًا من تجمعات لتنظيم بي كي كي مع أعضاء من حزب الشعوب الديمقراطي، مشيرة إلى ولاية دياربكر ذات الغالبية الكردية بعبارة "دياربكر، كردستان".
تلقت مشاركة داعمي تنظيم بي كي كي في بعثة المراقبين الأوروبية انتقادات من أحد النواب الأتراك، الذي حثّ الجمعية التابعة لمجلس أوروبا على الاعتذار لتركيا، في حين أصدرت وزارة الخارجية التركية بيانًا انتقدت فيه التقرير لكونه منحازًا ومُتحامِلًا.
مصطفى ينيروغلو رئيس لجنة حقوق الإنسان والنائب من حزب العدالة والتنمية طالب منظمة الأمن والتعاون الأوروبية بإصدار اعتذار لتركيا على إرسالها داعمًا لتنظيم بي كي كي كمراقب للاستفتاء وبرفض التقرير.
جاء هونكو إلى تركيا كجزء من فريق مراقبة مجلس أوروبا لمراقبة الاستفتاء في ولاية دياربكر جنوب شرقي تركيا، على الرغم من أنه معروف بتعاطفه مع تنظيم بي كي كي. وقد شارك ساقبًا في تظاهرات مؤيدة لتنظيم بي كي كي وحثّ البرلمان الألماني على إزالة بي كي كي من لائحة الإرهاب.
وفي آذار/ مارس الماضي، تحدث هونكو إلى صحيفة "بير غون" التركية، قائلًا إنه يفضل التصويت بـ"لا" في الاستفتاء، وإنه يتمنى أن يصوت الشعب التركي بلا، منتقدًا الإصلاحات المقترحة من قبل الرئيس رجب طيب أردوغان، وواصفًا إياه بـ"الدكتاتور".
انتقدت تركيا تقرير منظمة الأمن والتعاون الأوروبية بشأن الاستفتاء لكونه "منحازًا" و"مُتحامل". وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم في اجتماع للكتلة البرلمانية لحزبه يوم الاثنين إن الشعب التركي صوّت في انتخابات حرة وعادلة وإن جهود تعتيم ذلك عقيمة. وأضاف أن إرادة الشعب انعكست في صناديق الاقتراع، وإن هذه المهمة انتهت. والجميع، بدءًا بحزب المعارضة الرئيسي ينبغي أن يحترم هذا القرار".
ومن جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساء الاثنين في أنقرة إن حملة "نعم" كانت مدعومة من قبل 25 مليون شخص. وأضاف: "إن التغيير في الدستور، الذي تم قبوله بأعلى نسبة مشاركة في الانتخابات في تاريخ تركيا، ستعود بالنفع على بلادنا".
وفي الوقت نفسه، أصدرت وزارة الخارجية التركية بيانًا يوم الاثنين انتقدت فيه تقرير منظمة الأمن والتعاون الأوروبية. وقالت في البيان: "إن افتراض التقرير لكون عملية الاستفتاء غير مطابقة للمعايير الدولية غير مقبول". وأضاف البيان أن بيانات مسؤولي منظمة الأمن والتعاون الأوروبية قبل الاستفتاء أشارت إلى أنهم كانوا مُتحاملين على تركيا، وأنهم تجاهلوا مبادئ الموضوعية والحيادية.
كما انتقد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو النائب الألماني على حسابه الرسمي في تويتر، وقال: "النائب الألماني أندري هونكو الذي أخذ صورة مع شعار تنظيم بي كي كي الإرهابي هو مراقب الانتخابات من مجلس أوروبا. كيف يمكننا توقع الموضوعية؟".
وفي هذه الأثناء، غرّد المحرر السياسي لجريدة "بيلد" الألمانية، جوليان روبكة معلقًا على إرسال هونكو كمراقب، وقال: "ليست لدي أدنى فكرة كيف يمكن أن يعتقد أن بأن من الجيد إرسال مؤيد للكريملين ولبي كي كي ولوحدات حماية الشعب ودي أن آر كمراقب للاستفتاء التركي".
وقد وجه المسؤولون الأوروبيون مرارًا انتقاداتهم للسلطات الألمانية على إيوائها منظمات إرهابية تستهدف تركيا، مثل تنظيم بي كي كي، ومنظمة غولن، وحزب جبهة التحرير الشعبية الثورية اليساري المتطرف.
وعلى الرغم من ذلك، تسمح السلطات الألمانية لداعمي تنظيم بي كي كي بإقامة حملات بروباغاندا على أرضها، وفي الجامعات، دون خوف من أي قيود أو جزاء. وقد واصل بي كي كي انتشاره في الدول الأوروبية منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي. وفي عام 2002، صنّفت المفوضية الأوروبية تنظيم بي كي كي رسميًا كمنظمة إرهابية.
وحظرت ألمانيا بي كي كي في عام 1993 لكن التنظيم ما زال فاعلًا على أرضها، حيث له أكثر من 14 ألف مُناصِر. كما يُعترف بتنظيم بي كي كي كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة. ومع ذلك ما زال يتمتع بي كي كي بحرية كبيرة تحت حماية الاتحاد الأوروبية. وقد حذّرت أنقرة مرارًا الاتحاد الأوروبي من تهديد بي كي كي، لكن الاتحاد واصل السماح بأنشطته. وقد فقد المئات أرواحهم بسبب هجمات التنظيم.
كما تفيد تقارير بتمتع منظمة غولن بوجود قوي في ألمانيا. وقد سعت المنظمة للإطاحة بالحكومة التركية وتسلم السلطة في 15 تموز/ يوليو الماضي من خلال محاولة انقلاب دموية فاشلة.
وأظهر تقرير نشر مؤخرًا من قبل مؤسسة الأبحاث الاقتصادية والاجتماعية والسياسية "سيتا" في إسطنبول، أن منظمة غولن كانت تستخدم ألمانيا، التي تستضيف أكبر جالية تركية في الخارج، كمركزها الرئيسي للتحرك، وأن السلطات الألمانية احتضنت هياكل المنظمة بأذرع مفتوحة.
وبين العامين 2006 و2016، طلبت تركيا تسليم 136 عضوًا من تنظيم بي كي كي من ألمانيا. ووافقت الحكومة الألمانية على تسليم 3 منهم فقط للسلطات التركية، حسبما أعلنت وزارة العدل التركية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!