جيرين كينار - صحيفة تركيا - ترجمة وتحرير ترك برس
قضية حرب تركيا على حزب العمال الكردستاني في جبل سنجار بالعراق ليست مجرد عملية مكافحة إرهاب بسيطة. وليست في الوقت ذاته صراعًا بين تركيا والحزب فحسب.
فسنجار هي واحدة من العناصر الهامة التي ستحدد المعالم الديمغرافية للمنطقة. وفي هذا الخصوص تقف تركيا والإقليم الكردي في شمال العراق في جبهة واحدة. كنت قد أجريت حوارًا في أربيل مع هيمن هورامي مستشار رئيس الإقليم لشؤون السياسة الخارجية، عضو مجلس قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قال فيه عن قضية سنجار ما يلي:
"أينما وُجد فراغ في السلطة يحاول حزب العمال الكردستاني أن يستغله. هذا ما فعله في سوريا وجبل قنديل والكثير من المناطق الأخرى. شكرناهم في البداية لأنهم فعلوا ذلك ضد داعش، لأن القضية كانت إنسانية، لكنهم انتشروا في سنجار أيضًا على الرغم من أن البيشمركة هي من حررتها. لم يكن هناك حاجة في الحقيقة لحزب العمال الكردستاني في سنجار. فلا علاقة للحزب بسنجار والسكان القاطنين فيها".
وتابع قائلًا: "سأضرب لكم مثلًا عن كوباني. كانت المدينة على وشك السقوط، فأرسلنا البيشمركة إلى هناك. وبفضل تركيا وصلت البيشمركة إلى كوباني، وقدمت المساعدة في تحريرها. لكننا لم نقل إن هناك فراغًا في السلطة، أو إننا نريد نصيبًا من كوباني أو أن نطلب حكمها. لا علاقة لحزب العمال الكردستاني بإقليم كردستان العراق. وعليه أن يغادر سنجار فورًا. سوف نلجأ إلى جميع الطرق السلمية من أجل إخراجهم من سنجار. لأن وجودهم في سنجار سيثير صراعات إقليمية. ليس هناك أي داعٍ أو حاجة لبقاء حزب العمال في سنجار لا اليوم ولا في المستقبل. ووجوده هناك غير قانوني ويثير النزاعات".
ومع ذلك واصل حزب العمال الكردستاني الانتشار في سنجار. واستخدم حماية اليزيديين في المنطقة ذريعة لذلك، فهل هذا صحيح؟ لنسمع الإجابة من هورامي:
"اليزيديون جماعة دينية، وأعلى مرجعية دينية لديهم دعت بالإجماع حزب العمال الكردستاني إلى مغادرة سنجار. لأن وجود الحزب هناك وخلافه الفكري مع البيشمركة يثير عدم الاستقرار في سنجار. كانت 8500 أسرة تقيم في سنجار قبل أن يسيطر تنظيم الدولة (داعش) عليها، لم يعد إليها سوى 172 أسرة".
هل كانت الضربة الجوية لتركيا على سنجار مفاجأة؟ أم أنها جاءت بناء على دعوة من حليفها الإقليم الكردي في شمال العراق؟
هذا ما سأتحدث عنه في مقالة الغد...
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس