ترك برس

تناول اجتماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، العمليات العسكرية المحتملة للجيش التركي ضد أهداف منظمة "بي كا كا" الإرهابية في سوريا والعراق، حيث زوَّدت أنقرة الجانب الأميركي بصور ومواقع للمنظمة الإرهابية في مناطق "تل أبيض" و"عفرين" (شمالي سوريا) و"سنجار" (شمالي العراق)، فيما أكمل سبعة آلاف عسكري تركي في سوريا استعداداتهم للقيام بعمليات عسكرية.

وخلال الاجتماع الذي جمع بين الوفدين التركي والأميركي برئاسة أردوغان وترامب، عرض الوفد التركي على الجانب الأميركي وثائقًا وصورًا تؤكد سيطرة مسلحي منظمة "بي كا كا" على المناطق التي تقول الإدارة الأميركية أن السيطرة فيها لما يسمى بـ "قوات سوريا الديمقراطية"، والتي يشكل تنظيم "ب ي د"، الامتداد السوري لـ "بي كا كا"، عامودها الفقري.

وأبلغ الوفد التركي نظيره الأميركي أن المعسكرات الإرهابية الموجودة في المنطقة (شمالي سوريا) تشكل تهديدًا على الأمن القومي التركي، وأن أنقرة تعتزم إجراء عمليات عسكرية ضد تلك النقاط في هذه المرحلة، وأن القيادة التركية ستقوم بإبلاغ النظراء في واشنطن قبل بدء العمليات.

إلى ذلك، أنهى نحو 7 آلاف عسكري تركي شمالي سوريا، ومعظمهم من القوات الخاص، جميع الاستعدادات اللازمة للقيام بهكذا عملية، وتم اعتماد الخطط العسكرية المتبعة في العمليات العسكرية التي سوف تستهدف مواقع المنظمة الإرهابية.

من ناحية أخرى، أكّدت تركيا أنها لن تتدخل بشكل فعلي فيما يتعلق بمناطق خفض التوتر في سوريا، وأنها تعمل على حث المعارضة ودفعها نحو الامتثال للاتفاق، وأن أنقرة تواصل محادثاتها مع روسيا من أجل إعلان منطقة "جبل التركمان" في ريف اللاذقية السوري المتاخم للحدود التركية، منطقة آمنة، وضمان عدم تجدد الاشتباكات في تلك المنطقة.

وكشف أحد كبار المسؤولين الأمنيين في تركيا، عن أن الجانب الأميركي أوضح لنظيره التركي، خلال الاجتماع الذي جمع أردوغان مع ترامب ووفدين من البلدين في العاصمة الأميركية واشنطن، أن الولايات المتحدة سوف تستمر في هذه المرحلة، بدعم تنظيم "ب ي د"، وأن تقليل النفوذ الروسي على التنظيم يعد واحدًا من الأسباب الذي يدفع واشنطن نحو دعمه.

 وتابع المسؤول الأمني: "تركيا سوف تواصل مسيرتها وبطريقتها الخاصة. لقد حققت أنقرة نجاحات مهمة في العمليات الداخلية. أما في الخارج فسوف نكون في كل نقطة تم وضعها ضمن الأهداف. لن يغامر الأميركيون في علاقاتهم مع تركيا وسيبدأون بعد فترة من الوقت بالتمييز بين تنظيمي "ب ي د" و"بي كا كا" الإرهابيين. وبالنظر إلى النتيجة؛ الجميع يسير وفق طريقته الخاصة ".

استراتيجية الولايات المتحدة قد تتبدل

وأعرب المسؤول الأمني، عن اعتقاده بأن تنظيمي "ب ي د/ بي كا كا" سوف يصابات بضعف كبير خلال المرحلة المقبلة، وقال: "سوف يخسرون الكثير خلال حربهم مع تنظيم داعش الإرهابي، حتى رغم امتلاكهم أسلحة ثقيلة".

وأضاف المسؤول الأمني: "تركيا ركزت على تأمين قوي لضبط الحدود، وهذا ما يجعلنا أقوى. نتوقع أن تغيّر الولايات المتحدة استراتيجيتها. لأن الوقائع على الأرض تؤكد عدم إمكانية استمرار الولايات المتحدة في الوقوف إلى جانب منظمات إرهابية في المنطقة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!