ترك برس
على الرغم من كل المعوقات التي وضعت أمام المشروع، أكملت تركيا 96 في المئة من سد "إيليصو" بولاية ماردين جنوب شرقي البلاد، مستخدمة إمكاناتها الخاصة.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريح له يوم أمس، إن موعد افتتاح سد "ايليصو" بات قاب قوسين أو أدنى، مشيرًا إلى أن تركيا حققت إنجازات وصفها بـ "الثورة"، في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا ومكافحة الإرهاب.
وثمن الرئيس التركي الجهود الكبيرة التي بذلتها المديرية العامة للثروة المائية في تركيا (DSİ) من أجل إنجاز المشروع على أكمل وجه، مشيرًا إلى أن السد يتميز كونه أكبر سد في العالم من ناحية هيكليته.
وفي الخمسينيات من القرن الماضي، تم التخطيط لإنجاز مشروع سد "إيليصو" للمرة الأولى، ثم أدرج المشروع ضمن خطة تنمية جنوب شرق الأناضول عام 1982. ومع ذلك، فإن المشروع لم يتم إنجازه بسبب العوائق الداخلية والخارجية التي كانت توضع في وجه المشروعات العملاقة الكبرى التي يجري التأسيس لها في تركيا.
يمتلك المشروع حاليًا 540 وحدة طاقة كهرومائية قادرة على تلبية 5 في المئة من إجمالي الطاقة في تركيا، وينتظر من المشروع أن يساهم بنحو 1.5 مليار دولار أمريكي سنويًا في الاقتصاد التركي من خلال الطاقة والزراعة.
كما يساهم المشروع في التقليل من اعتماد تركيا على مصادر الطاقة الأجنبية، فضلًا عن المساهمة الكبيرة التي يقدمها في مجال الزراعة المروية والتصدير في المنطقة، كما ستغمر البحيرة التي ستتشكل خلف السد عدد من النقاط في ولايات بطمان وماردين وشرناق سعرد وديار بكر جنوب شرقي البلاد.
منظمة "بي كي كي" الإرهابية تبذل مساعٍ لإفشال المشروع
تم التخطيط للمشروع في خمسينيات القرن الماضي، وذلك قبل ظهور منظمة "بي كي كي" الإرهابية. وشكلت المنطقة التي ستتحول لبحيرة خلف السد، منطقة استراتيجية للمنظمة الإرهابية بعد ظهورها، حيث أن المنطقة التي ستقوم عليها البحيرة، ستعيق إمكانية اختباء العناصر الإرهابية في المناطق الجبلية الواقعة في بين العراق وسوريا وجنوب شرقي الأناضول؛ كما ستعيق عناصر المنظمة الإرهابية عند التنقل. ونظرًا إلى ما سبق، شنت المنظمة الإرهابية هجمات غادرة استهدفت من خلالها العمال الذين يعملون على إنجاز المشروع، ما أدى إلى توقف العمل عدة مرات.
حملة نظمها أكاديميون لإيقاف المشروع
نظمت مجموعة من الأكاديميين وفي أوقات مختلفة، حملات لإيقاف العمل بمشروع سد "ايليصو". شارك في الحملات التي جرى تنظيمها في عدد من الجامعات، الآلاف من الأكاديميين، مطالبين بـ "الوقف الفوري لأعمال بناء السد". وبرروا مطالبهم بحجة "المحافظة على التراث الثقافي الذي قد يتأثر في المنطقة أو يغمر تحت بحيرة السد".
ألمانيا تشترط "153 معيارًا في 180 يومًا"
بلغت تكلفة المشروع مليار يورو، وقد تقرر في تسعينيات القرن الماضي، تغطية هذا المبلغ من خلال قروض دولية. عارضت ألمانيا والنمسا والسويد تمويل مؤسسات الائتمان التي تعهدت بتأمين المبالغ اللازمة لتشييد المشروع، قبل تنفيذ حكومة العدالة والتنمية 153 معيارًا في غضون 180 يومًا، بحجة التقليل تأثيرات المشروع على الصعيدين الاقتصادي والثقافي.
الجميع يترقب ساعة الصفر
شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عندما كان رئيسًا للوزراء، على أن تركيا لن تتراجع أبدًا عن "تنفيذ وإتمام العمل بمشروع ايليصو"، لافتًا إلى أن المشروع سوف يتم تمويله بالكامل بواسطة موارد محلية.
واليوم، تم استكمال العمل بـ 96 بالمئة من المشروع، الذي جرى تمويله من قبل موارد حكومية وقروض مصرفية خاصة ومحلية بالكامل، في الوقت الذي ما يزال العمل جاري لإنقاذ جميع الآثار والآثار الثقافية التي ستغمر أماكنها بمياه السد.
بلغت تكلفته 7 مليارات ليرة تركية
وأوضح مسؤولون في المديرية العامة للثروة المائية، في تصريحات صحفية، أن التكلفة الأخيرة للمشروع بلغت 7 مليارات ليرة تركية (2,01 مليار دولار أمريكي)، تم تغطيتها من خلال وسائل تمويل محلية بالكامل.
وأضاف المسؤولون أن السد الذي سوف يقام على نهر دجلة، سوف يبلغ ارتفاعه 135 مترًا، وقدرته الانتاجية من القدرة المركبة 1200 ميغاواط، فيما يبلغ الإنتاج السنوي من الطاقة 4 مليارات و120 مليون كيلوواط ساعة.
كما يساهم المشروع في الاقتصاد التركي، وفق المسؤولين، بنحو 1.3 مليار دولار سنويًا من إنتاج الطاقة، ومن المتوقع أن تبلغ تكلفته النهائية 7 مليارات ليرة تركية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!