محمد بارلاص– صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
اتهمت معظم دول الخليج على رأسها "السعودية ومصر" قطر بدعم الإرهاب، وعلى أساسه قطعت الدول علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، كما لم تكتف بذلك، بل وقامت بمقاطعتها على جميع الأصعدة الأخرى أيضاً. وجاءت مقاطعة قطر، بحجّة أنّها –قطر- تدعم الرئيس مرسي والأخوان المسلمين في مصر، وحركة حماس في فلسطين.
قطر ليست لوحدها....
لو أن الخطوات المتخذة في إطار قطع العلاقات الدبلوماسية ومقاطعة دولة ما على جميع الأصعدة تطبّق فعلياً ضمن العلاقات الدولية، لكانت تركيا والعديد من الدول الأخرى على رأس لائحة المناطق المستهدفة. الأمر الآخر المهم هو أن الأخوان المسلمين وحركة حماس ليسا منظمتين إرهابيتين، في حين قامت المغرب مؤخراً بإرسال القوافل التي تحمل المساعدات إلى قطر.
ماذا عن السعوديين؟
معظم الإرهابيين الذين قاموا بتفجير برجي التجارة في أمريكا سنة الـ 2001 يحملون الجنسية السعودية. كما مازال الجدل مستمرا حول دعم السعودية لتنظيم طالبان، إضافةً إلى ذلك أعطت أمريكا حق تقديم الشكوى ضد المملكة السعودية للمواطنين الأمريكيين المتضررين خلال هجمة الـ 2001 بناءً على القرار الذي تم اتخاذه خلال العام السابق، فهل من الصواب استنادا إلى ما سبق اتهام السعودية بأنها دولة إرهابية، كما يتهمون قطر الآن بدعم الإرهاب، مستندين إلى الادّعاءات؟.
إنه غير مهتم....
إن الرئيس الأمريكي ترامب غير مهتم لما يحدث في الآونة الأخيرة. بما أن السعودية قامت بشراء أسلحة بقيمة 110 مليار دولار من أمريكا، وصرّحت عن نيتها في استثمار يقدّر بالـ 200 مليار دولار في أمريكا، فإن باقي الأمور عبارة عن تفاصيل صغيرة غير هامة. لا يمكن استبعاد صدور قرار جديد ينص على السماح للمسلمين الوهابيين حصراً بدخول أمريكا في الفترات القادمة، لطالما أن السعودية قامت بكل تلك التجارة مع أمريكا، فكل شيء له حل بالنسبة لأمريكا.
ماذا عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية؟
بما أن تقديم أمريكا السلاح لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي يعدّ امتداداً لحزب العمال الكردستاني عبارة عن دعم واضح للإرهاب، فهل يمكن مقاطعة أمريكا كما حصل بالنسبة إلى قطر؟ أو كيف يمكن تقييم تمركز تنظيم الكيان الموازي الذي يشكل تهديداً إرهابياً بالنسبة إلى تركيا داخل الأراضي الأمريكية؟ ألا يثبت ترحييب بعض دول الاتحاد الأوروبي "على رأسها ألمانيا" بعناصر بي كي كي وانقلابيي 15 تموز دعم هذه الدول للإرهاب؟
باختصار، إن القوانين الدولية أشبه بشبكة العنكبوت، إذ يمكن للفرائس الكبيرة اختراق هذه الشبكة والمرورعبرها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس