ترك برس
تسائل الدكتور ياسين أقطاي، البرلماني في صفوف حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، عن الفوائد التي تجنيها دولة الإمارات العربية المتحدة من زعزعة استقرار الدول الإسلامية.
جاء ذلك خلال حوار مع صحيفة "الشرق" الإلكترونية، ردًا على سؤال حول احتمال قبول المملكة العربية السعودية الوساطة التركية لحل الأزمة الخليجية ورفض دولة الإمارات لها.
وقال أقطاي إن دولة الإمارات تتجه لتصعيد الأزمة يوماً بعد يوم، ولا تحاول أن تتراجع عن موقفها، ومع ذلك نحن نطالبها بأخذ موقف يدعم السلام والتصالح في المنطقة، لأن الجميع خاسر من هذه الأزمة.. وأنا أتساءل ما الذي تستفيده الإمارات في زعزعة استقرار الدول الإسلامية؟! سوى أنها تمنح إسرائيل الفرصة للاستفادة من هذه الأزمات سواء في الخليج أو في مصر أو ليبيا أو سوريا أو العراق أو اليمن.
وأضاف أقطاي، وهو رئيس لجنة العلاقات التركية القطرية في البرلمان التركي، أن "إسرائيل من جهتها تريد إشعال المنطقة لكي تبقى هي محصنة من أي ضربات، ولكي تكون الدولة القوية في المنطقة، وتمارس نفوذها بكل أريحية دون الاعتراض عليها".
ودعا السعودية إلى تقريب وجهات النظر وحل المشكلة، أو أن تكون محايدة مع كافة الأطراف، وأن تبتعد عن دعم الأنظمة الشمولية التي تعادي شعبها، مثل نظام السيسي الذي يقتل شعبه ويسجن منه أكثر من 60 ألفاً، حتى لا تخسر سمعتها كزعيمة للعالم الإسلامي، وعلى أرضها الحرمين.
وأعرب عن أسفه حيال وجود مطالبة من بعض دول الحصار لقطر بقطع علاقاتها مع تركيا، وقال: علماً بأن قطر وتركيا لم تطالبا الإمارات مثلا بوقف دعمها للسيسي الذي يسبب لنا مشاكل، وتربطه علاقة قوية مع جماعة فتح الله غولن، وبالتالي ليس مقبولاً أن تطلب أي دولة من قطر قطع علاقتها بتركيا أو دولة أخرى.
وحول العلاقات التركية السعودية في ظل الأزمة الخليجية، قال أقطاي: لقد وقفنا مع قطر لتعرضها للخطر، ولو تعرضت السعودية لخطر مشابه لوقفنا معها، ولقد سبق أن وقفنا معها ضد أمريكا في قانون جاستا رغم أن مصالحنا مع أمريكا، ورغم أن السعودية وقفت ودعمت نظام السيسي، الذي هاجم المملكة واتهمها بتدبير عملية اغتيال له، بل إن إعلامه لم يتورع يوماً عن مهاجمة السعودية واتهام قيادتها بالخيانة.
ومع ذلك نحن في علاقتنا مع المملكة لم نطالبها أبداً بقطع علاقتها مع نظام السيسي، أو وقف الدعم عنه، كما أن السعودية الآن تتبنى نفس موقف الإمارات، رغم أن هناك تسريبات عن دعم الأخيرة للمحاولة الانقلابية في تركيا، كما أنها تتدخل سلبياً في شؤون جميع الدول العربية والإسلامية، وتربطها علاقات مع إيران أيضا.
وعمّا إذا كانت جميع أطراف دول الحصار تستمع لوجهة النظر التركية، قال أقطاي: بالنسبة للنظام المصري لا نريده أن يستمع إلينا، لأنه نظام انقلابي لا يؤمن بالحوار والحلول السياسية والدبلوماسية، أما السعودية فهناك استماع وتفهم لوجهة نظرنا ونحن نقدر تفهمها لموقفنا.
واستدرك بقوله: لأننا نرى أن السعودية دولة مهمة، ويجب أن تقوم بدور إيجابي، وأن تقف على مسافة واحدة من كل الأطراف، وألا تنحاز لطرف دون الآخر، خاصة أن أمن المنطقة مرتبط ببعضه، واستمرار الأزمة يعرضها لمخاطر كبيرة، لأننا نعتقد أن أمن بلاد الحرمين يبدأ من تركيا، لذلك نسعى بكل ما أوتينا لحل الأزمة.
وحول زيارة الرئيس التركي إلى الخليج، قال أقطاي إن أردوغان سيلتقي خلالها الأمير تميم والملك سلمان وأمير الكويت.. فمن المعروف أن تركيا تسعى منذ بداية الأزمة لحلها بشتى الطرق، وأن تكون مفتاحاً للحوار والتفاهم بين الأشقاء، ورغم أن تركيا تؤيد الموقف القطري، وتقدر تعرض الشعب القطري للظلم بالحصار الجائر، لكنها في الوقت ذاته قلقة مما يجري في المنطقة، خاصة أن لديها معلومات عما يخطط ويحاك للمنطقة من مؤامرات للتقسيم وغيره..
لذا فقد حاولت تركيا أن تحل الأزمة في بدايتها بحيادية تامة، لكن الأطراف الأخرى لم تتعاط بإيجابية مع المساعي التركية، ومع ذلك نحن نصر على حل الأزمة، ومستعدون لأن نسمع من كل الأطراف، ولو ثبت أن هناك تقصيرا من قطر سنطالبها بالتراجع، من منطلق أخوي وتقديماً لمصلحة الأمة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!