طه داغلي – موقع خبر 7 – ترجمة وتحرير ترك برس
معلومة جديدة ومثيرة وردت، تفيد بوجود علاقات بين زعيم تنظيم غولن (فتح الله غولن) ونظام الأسد في سوريا. وحسب المعلومة فإن غولن أقام عند الأسد الأب في دمشق ثلاثة أشهر قبل رحيله إلى الولايات المتحدة عام 1999.
المعلومة هذه ذكرها سمير الحافظ، رئيس المجلس التركماني سوريا، خلال استضافته في برنامج "الأجندة العالمية" بقناة "أولكة تي في" التركية.
وسمير الحافظ سياسي سوري من أصل تركماني يعيش في تركيا منذ سنوات. أما من نقل له المعلومة فهو مسؤول عمل سنوات طويلة في النظام السوري، ثم انضم إلى صفوف المعارضة بعد ذلك.
والمسؤول المذكور كان شاهدًا بنفسه على استضافة فتح الله غولن في دمشق لمدة ثلاثة أشهر ما بين 1999 و2000.
وبحسب ما ذكر المسؤول فإن غولن توجه إلى سوريا قبل رحيله إلى الولايات المتحدة، وفي تلك الفترة كان حافظ الأسد رئيسًا لسوريا.
أقام فتح الله غولن في منزل فاخر تابع لأسرة الأسد على مدى ثلاثة أشهر، وبعد ذلك رحل إلى الولايات المتحدة.
وفي الواقع، هذه المعلومة ليست الأولى التي تفشي علاقة الأسد بجماعة غولن، فقد تبين أن أحد أعضاء الجماعة صاهر أسرة الأسد، في وقت سابق.
ومن المعروف أيضًا أن غولن زار سوريا عدة مرات قبل 1999، والتقى رجل الدين السوري سعيد رمضان البوطي المقرب من الأسد، والذي قُتل في ظروف غامضة عام 2013.
لكن إقامة غولن في سوريا بضيافة حافظ الأسد قبل رحيله إلى الولايات المتحدة تثير للانتباه بشكل أكبر.
في تلك الفترة شهدت تركيا انقلاب 28 فبراير، وفتح الله غولن وقف إلى جانب الانقلابيين. وكانت العلاقات التركية السورية متوترة في تلك الأيام، لأن الأسد الأب لم يستضف غولن فحسب، بل زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان أيضًا.
بمعنى أن حافظ الأسد كان على علاقات وثيقة مع زعيمي تنظيمين إرهابيين يهددان مستقبل تركيا حاليًّا.
وتتضح المسألة بشكل أفضل عند النظر إلى المدى الذي تصل إليه شبكة العلاقات هذه مع مرور السنوات. عند وفاة الأسد الأب حل ابنه محله، وشهدت العلاقات مع تركيا آنذاك تحسنًا كبيرًا. بيد أن تركيا لم تتخل عن مبادئها عندما بدأ الأسد بقتل شعبه، ووقفت في مواجهته. وواصل عندها الأسد الابن ما ورثه عن أبيه من تعاون مع التنظيمات الإرهابية ضد تركيا.
زاد التنظيمان المذكوران من أنشطتهما المناهضة لتركيا بعد عام 2011. وبينما حاول حزب العمال الكردستاني وذراعه في سوريا حزب الاتحاد الديمقراطي إعلان سيادته على المناطق التي حصل عليها من الأسد، سمح عناصر تنظيم غولن المتغلغلين في مفاصل الدولة لإرهابيي حزب العمال بالتحرك بحرية على الحدود السورية.
أدركنا وجود علاقة وثيقة بين غولن ونظام دمشق أيضًا عندما وقعت المجازر في سوريا عام 2011. وبينما انهالت في تركيا ردود الأفعال المنددة بقتل الأسد الأطفال، فضل عناصر تنظيم غولن التزام الصمت، وتجاهلوا تقريبًا في وسائل إعلامهم الأخبار الواردة من سوريا.
كان زعيم تنظيم غولن، الذي ذرف الدموع من أجل أطفال إسرائيل وليس فلسطين، يتحدث في كل القضايا إلا أنه يتغاضى عما يدور في سوريا بشكل دائم.
هناك تفصيل آخر مثير للاهتمام في فرار فتح الله غولن من تركيا وتوجهه إلى دمشق ومنها إلى الولايات المتحدة. إذا فرضنا أن الزيارة تمت تحت إشراف وكالة الاستخبارات المركزية، عندها سنرى أن المشاحنات بين النظام السوري وإسرائيل أو الولايات المتحدة تخفي في ثناياها تحالفًا سريًّا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس