ترك برس
رأى محللون غربيون أن سياسة تركيا في الفترة الأخيرة وعودة الدفء لعلاقاتها مع موسكو تثير قلقا بالغا لدى واشنطن وحلف الناتو، ويعزز من هذا القلق أن تركيا ستحصل في العام القادم على طائرات الشبح الأمريكية إف 35 .
وذكر تقرير لمحطة سي إن بي سي الأمريكية أن علاقة تركيا بالولايات المتحدة وحلف الناتو تمر بأسوأ مراحلها منذ أكثر من عشر سنوات، حيث يتعمق الخلاف بينهما حول عدد من القضايا، في الوقت الذي يزداد فيه دفء العلاقة بين موسكو وأنقرة ويتقاسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين شكوكا عامة وانعدام الثقة تجاه الولايات المتحدة.
ويتساءل رومان شفايزر محلل الدفاع في مؤسسة كوين "هل تركيا الحليف الكبير والمهم للناتو، تتحرك بعيدا عن الحلف وتتجه أكثر نحو روسيا؟ هل هذا البلد الذي نريد أن نبيعه طائرات إف 35؟".
ويرى المحللون السياسيون أنه نظرا لأن تركيا تفكر في شراء منظومة إس 400 الروسية، فإن ذلك يثير تساؤلات حول ما إذا كان يمكن حسبانها على المدى البعيد حليفا للولايات المتحدة والناتو. كما يشيرون إلى أن هذا الوضع يسلط الضوء على الخلافات حول التهديدات الاستراتيجية المتصورة من جانب تركيا وحلف شمال الأطلسي، بالإضافة إلى المشاعر المناهضة للغرب في تركيا بعد الانقلاب الساقط العام الماضي.
ويذكر التقرير أن البنتاغون ومنظمة حلف شمال الأطلسي لا يوافقان على صفقة منظومة الدفاع الروسية، ويشعران بالقلق على المدى الطويل بشأن العلاقات مع تركيا نظرا لوجود للطائرات الحربية الأمريكية والقنابل النووية فى قاعدة انجرليك الجوية.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جوني مايكل للقناة الأمريكية إن "تركيا حليف رئيسي للناتو، ونحن ملتزمون بشراكتنا الدفاعية القوية"، لكنه استطرد: "لقد نقلنا مخاوفنا للمسؤولين الأتراك حول إمكانية شراء منظومة إس -400، وإن نظام الدفاع الصاروخي المشترك بين دول الناتو يبقى الخيار الأفضل للدفاع عن تركيا من كافة التهديدات فى منطقتها".
ويقول سيمون والدمان، مؤلف كتاب "تركيا الجديدة وغضبها" إن "تركيا تلعب ما تعتقد أنه نوع من لعبة ذكية للحصول على الأجهزة الأمريكية". وأضاف: "ما تزال تركيا حليفا للناتو وستظل كذلك، بيد أنها تستثمر بشكل متزايد فى معداتها العسكرية الخاصة وتريد أن تكون مستقلة تماما".
ويرى ستيفن كوك زميل أكبر متخصص في السياسة العربية والتركية وسياسات أمريكا تجاه الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية بنيويورك، أن "هناك سببا يدعو إلى القلق بشأن مغزى السياسة التركية. ومن المؤكد أن هناك ما يدعو إلى التساؤل حول ما إذا كانت تركيا حليفا. وربما تكون حليفا وليست شريكا. وأعتقد أن صناع السياسة الأميركيين يجب أن يضعوا ذلك في الاعتبار".
ويعتقد كوك أن "هناك عنصرا داخل القوميين الأتراك يكره بشدة الولايات المتحدة، وأن هناك فصيلا داخل أجهزة الأمن مهتم بتطوير العلاقات مع الروس".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!